كشفت مصادر جزائرية متطابقة لــ”أنباء تونس” بأن الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة عرضت عليه عدة دول عربية و غربية الإقامة بها بمعية عائلته في حال رغب في ذلك و أراد مغادرة الجزائر بعد 20 سنة قضاها في سدة الحكم. و من بين هذه الدول المملكة العربية السعودية.
من الجزائر: عمـار قردود
وفقًا لذات المصادر فإن من بين هذه الدول قطر، الإمارات العربية المتحدة، حيث أقام في الثمانينات والتسعينات، المملكة العربية السعودية، الكويت، روسيا، فرنسا وفنزويلا. لكن لم يتم الإشارة ما إذا كان بوتفليقة وعائلته يرغبون في مغادرة الجزائر و الإقامة خارجها. فهل سيلتحق الرئيس الجزائري بوتفليقة بنظيره الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي المتواجد في منفاه الإختياري بالسعودية.
هذا ونفت نفس المصادر إحتمال محاكمة الرئيس بوتفليقة بتهمة الفساد، لأنه لم يسبق في تاريخ الجزائر أن حوكم رئيس سابق، لكن إحتمال محاكمة أشقائه وبعض أفراد عائلته وارد جدًا، خاصة شقيقه الأصغر ومستشاره الخاص سعيد بوتفليقة. فقد كان هذا الأخير الرئيس الفعلي في البلاد منذ أفريل 2013 بعد مرض الرئيس السابق و الذي قد يزج به رجل الأعمال علي حداد المقرب منه و الذي تجري حاليًا محاكمته وهو رهن الحبس بتهم متعددة منها تورطه في ملفات فساد وحديث عن إختلاسه بمعية رجال أعمال جزائريين آخرين كرضا كونيناف حوالي 31 ألف مليار سنتيم و ربما أكثر.
المقربون من الرئيس المتخلي أمام القضاء
هذا وتواصل مصالح القضاء الجزائري تحقيقاتها مع رجل الأعمال المعروف، علي حداد، على خلفية قضايا واتهامات متعلقة بالفساد وجهت إلى الأخير، بحسب ما أكدته وسائل إعلام جزائرية. ويعد حداد من الأسماء المعروفة في مجال المال والأعمال بالجزائر، خلال السنوات الأخيرة، كما يوصف بأنه أحد المقربين من سعيد بوتفليقة.
ونقلت الصحافة الجزائرية تصريحات جديدة لعلي حداد، تفيد “بأنه عازم على توريط مجموعة من الأسماء والشخصيات الكبيرة بالساحة المحلية، وبأنه لن يدفع الثمن لوحده”. كما توقعت وسائل إعلام محلية أن تشمل التحقيقات أفرادا من عائلة الرئيس المستقيل، خاصة السعيد بوتفليقة، الذي كان يشغل منصب مستشار بالرئاسة، وكانت تجمعه علاقات قوية بالعديد من رجال المال والأثرياء الجزائريين.
وأفادت مصادر آخرى بأن الرئيس السابق بوتفليقة من المقرر أن يُغادر الجزائر قبل نهاية شهر أفريل الجاري نحو العاصمة السويسرية جنيف لإستكمال علاجه الذي بدأه في 24 فيفري الماضي وأنهاه في 28 من ذات الشهر، حيث عاد إلى الجزائر و إتخذ جملة من القرارات إنتهت بإستقالته رسميًا.
الجدير بالذكر أن آخر رحلة علاج قام بها بوتفليقة إلى سويسرا تعود إلى أواخر أوت 2018. وأمضى هناك خمسة أيام ولم تصدر أية تفاصيل عن الفحوص التي أجراها ولا عن المستشفى الذي عولج فيه. وكان بوتفليقة أودع المستشفى لمدة 80 يوماً في 2013 بباريس وذلك بعد تعرضه لجلطة دماغية. وأجرى منذ ذلك التاريخ عدة “فحوص طبية دورية” بجنيف وباريس وغرونوبل بجنوب شرق فرنسا. وأثّرت الجلطة على قدرات بوتفليقة في مستوى المشي والنطق، وبات ظهوره العلني نادراً، ولم يعد يلقي خطباً و كان يتواصل مع الجزائريين عبر الرسائل.
شارك رأيك