اختتمت مساء أمس الجمعة 5 أفريل 2019 بنزل افريكا بالعاصمة فعاليات الدورة العاشرة لملتقى الجائزة العربية مصطفى عزوز باعلان النتائج وتتويج الفائزين في هذه المسابقة العربية المهتمة بادب الطفل والتي ينظمها سنوياً منتدى ادب الطفل بعناية البنك العربي لتونس.
بقلم زهرة عبيد*
تميزت هذه الدورة العاشرة التي سجلت فيها ما لا يقل عن 80 مشاركة و نظرت فيها لجنة التحكيم المتكونة من محمد ايت ميهوب و جليلة طريطر و حافظ محفوظ وسعدية بن سالم و الهادي الخضراوي بالقيمة الفنية والمضمونية.
الموسم جيد كماً و مضموناً
حيث نظر اعضاء اللجنة في مطابقة هذه الأعمال للمعايير المضبوطة لا سيما معياري الانتماء الى الجنس الأدبي المحدد للمسابقة و عدد الصفحات المطلوبة (من 40 الى 80 صفحة).
وبناء على ذلك تم استبعاد 11 نصا كان فيها خلل في الشرطين وحدد فيما بعد قبول 70 مشاركة.
كما وقع الإعتماد على مقاييس فنية و ادبية و مضمونية يستند إليها في تقييم النصوص والمفاضلة بينها حسب احكام البناء القصصي والتشويق ونمو الشخصيات و توظيف اساليب القصة وتوفر الوظيفة الجمالية والحض على القيم الانسانية.
و وقعت فيما بعد جلسات ونقاشات كثيفة حيث تم التمحيص والتدقيق في الأعمال نصا نصا قبل الاتفاق على الاحتفاظ باربع روايات تاريخية و ست روايات ذات الموضوع الحر وتأهيلها للرصيد النهائي قبل اصطفاء ثلاثة نصوص راتها اللجنة جديرة بالتتويج.
ثلاث نصوص متوجة, فائزان من تونس و ثالث من مصر
وهذه الجوائز الثلاثة التي تم عليها الاجماع هي:
– فاز بجائزة الرواية التاريخية لطفي الحجلاوي للرواية “اسد الرؤوس الثلاثة” وقيمتها المالية 8 الاف دينار. رواية الحجلاوي تميزت حسب لجنة التحكيم باسلوبها الطريف في المزج بين التاريخ وقص الحاضر مع دمج الخيال بالتاريخ حيث استثمر الكاتب خصائص شخصية اسد بن الفرات.
“ما نعرفه عن اسم الأسد بن الفرات هو اسم شارع أو اسم معهد فقط. بل هو في الواقع يجمع الى جانب العلم، القضاء، الفقه و قيادة الجيش ولذلك اخترت عنوان اسد الرؤوس الثلاثة”، هذا ما صرح به لانباء تونس الفائز وهو جامعي وله اكثر من 20 عنوان وكان قد فاز في 2015 بالجائزة الثالثة لمصطفى عزوز.
– والجائزة الاولى كانت من نصيب منيرة الدرعاوي وهي استاذة تعليم ابتدائي بمدرسة حشاد بمكثر وهي متحصلة على 4 جوائز منها جائزة زبيدة بشير ولها 10 اصدارات منها روايتها “اسمه اسمر” المتوجة في هذه الدورة والفائزة بجائزة مالية قدرها 8الاف دينار. وحسب تقرير لجنة التحكيم فان هذه الرواية قد توفرت فيها الطاقة والتشويق والقدرة على نحت الشخصيات وتطويرها تطويرا ناميا يتماشى و نمو الأحداث وكذلك متانة البناء السردي واللغة التي تجمع بين الفصاحة وبلاغة وسلاسة الايحاء والشاعرية التي توصل الرسالة التربوية والحضارية والاخلاقية الى الطفل اليافع.
– وبجانب الفائزين التونسيين، تحصل احمد قرني محمد شحاتة وهو مصري الجنسية على الجائزة الثانية وقيمتها 5 الاف دينار وذلك لروايته “لعبة الطائر العجوز” التي تميزت بلغة ادبية جزلة وناضجة فنيا حيث وظفت فيها النكتة والمراوحة بين حكاية الافعال وحكاية الاقوال والتشويق وشد القارئ للتعبير عن القضايا الحياتية المعاصرة وسردها مع البعد عن الخطاب المباشر.
السرد الراقي تميز به كذلك شابان يافعان
و بسبب عدة ارتباطات له بمصر، تعذر على الحضور إلى تونس الأستاذ شحاتة وتسلم الجائزة بالنيابة عنه حسن حماد الذي قدم أثناء هذا اللقاء الذي قام بتنسيقه الإعلامي الكبير فرج شوشان، تقريرا حول “الفلسفة و الطفل: نحو فضاء تربوي بلا إرهاب او عنف”.
كما تم تتويج روايتين تشجيعيتين لشابين و هما مسرة بالناصر واحمد عيسى وتحصل كل منهما عل جائزة بقيمة 500 دينار. كلا الروايتين ” “رجل الاحلام” و “ابصرتم الذرة و لم تبصروا عيونكم” تميزتا بجودة اللغة واحكام البنية القصصية و تثمين قيمتي الجد و العمل كما تفاعلت الاحداث فيهما مع الواقع و النقد الذي يغذي في الناشئة روح البحث علاوة على أحكام البنية السردية وسلامة اللغة.
* رئيسة تحرير أنباء تونس
شارك رأيك