صبري بوقادوم.
دعا وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى عقد إجتماع ثلاثي في أقرب الآجال يضم وزراء خارجية كل من الجزائر وتونس ومصر لبحث السبل الكفيلة لتجاوز الأزمة الحالية في ليبيا، وفقًا لما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية.
من الجزائر: عمّـار قـردود
وحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية فإن وزير الخارجية قد أجرى، أمس الأربعاء 10 أفريل 2019، وبمبادرة منه، إتصالات هاتفية مع نظيريه التونسي خميس الجهيناوي والمصري سامح شكري وكذا الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة واقترح عقد إجتماع طاريء لبحث الوضع الحالي في ليبيا.
وفي هذا السياق حث رئيس الدبلوماسية الجزائرية على توحيد سريع للجهود وإلى توظيف العلاقات والنفوذ التي تتمتع بها بلدان الجوار لدى الأطراف الليبية للعمل على وقف الاقتتال وترجيح الحوار باعتباره السبيل الأوحد الذي من شأنه ضمان وحدة الشعب الليبي وانسجامه و المحافظة على مؤسساته و تحصين القرار السيد للشعب الليبي من التدخلات الأجنبية”.
ويندرج هذا المسعى حسب ذات المصدر في إطار التضامن الدائم للجزائر مع الشعب الليبي واستعدادها للقيام بكل ما هو ممكن لاستعادة سريعة للأمن والطمأنينة واستئناف المسار السياسي للخروج من الأزمة تحت إشراف الأمم المتحدة.
المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الجزائري تركزت أساسًا على الوضع في ليبيا في ظل التطورات الخطيرة التي تعرفها الساحة الداخلية لهذا البلد الجار لتونس و الجزائر.
وكانت وزارة الخارجية التونسية قد دعت، من جهتها، إلى الوقف الفوري لعمليات القتال في ليبيا، مشددة مجددًا على أهمية التزام جميع الأطراف بالتهدئة وضبط النفس وتغليب الحوار لتجنيب الشعب الليبي مزيد من المعاناة والاقتتال.
تواصل المعارك الطاحنة بطرابلس
هذا و يتواصل، منذ نحو أسبوع كامل، العدوان الذي يشنه المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة على العاصمة الليبية طرابلس، تحت غطاء مكافحة الإرهاب، وذلك قبل أيام قليلة على إنعقاد المؤتمر الوطني الجامع الذي علق عليه الليبيون الآمال كحل لإنهاء الانقسام، وتوحيد مؤسسات الدولة.
وقد توعدت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المعترف بها دوليًا، بشن هجوم باسم “بركان الغضب” بهدف “تطهير كل المدن الليبية من المعتدين” الموالين لخليفة حفتر.
وفي هذا السياق أكدت مصادر أمنية أن قواتها تتقدم وستدحر قوات المشير حفتر قبل الجمعة القادمة، حيث قال آمر جهاز الأمن العام عماد طرابلسي: “قواتنا تتقدم وسندحر قوات حفتر خلال الــ 24 ساعة القادمة”.
من جهته أكد نائب رئيس الأركان بحكومة الوفاق الليبية اللواء سالم جحا أن “طرابلس لن تسقط ولن تنكسر ولن تركع وإرادتها أقوى من أن تلين، مضيفا أن أهل طرابلس لا يلجؤون في الشدائد لبيوتهم لطلب الأمان ولا يستسلمون دفاعا عن شرف مدينتهم”.
وأكدت مصادر أمنية أن هناك جهود لفتح ممرات لإنقاذ المواطنين العالقين في مناطق الإشتباكات، مشيرة إلى إستمرار وصول التعزيزات من كافة مدن ليبيا لدحر قوات حفتر. كما طمأنت مصالح الأمن بالإستمرار العادي لكل النشاطات في طرابلس بما في ذلك التعليم في المدارس والجامعات، بينما تعقد مختلف الدوائر الوزارية و الإدارية اجتماعات لتقييم أوضاع قطاعاتها.
وحسب مصادر إعلامية محلية فإن إثارة الفتنة والزج بشباب أبرياء في أتون حرب أكبر الرابحين فيها خاسر يهدف إلى “خلط الأوراق قبل موعد إنعقاد المؤتمر الجامع المزمع عقده في أبريل الجاري – و الذي أعلن غسان سلمة تأجيله – لإفساد المسار السلمي الذي ارتضاه الشعب الليبي بمختلف مكوناته الإجتماعية وعلق عليه الآمال كحل لإنهاء الإنقسام و توحيد مؤسسات الدولة”.
مقتل 56 شخصًا بينهم طبيبان وسائق سيارة إسعاف خلال اشتباكات طرابلس
أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس 11 أفريل، مقتل 56 شخصًا خلال الأحداث التي شهدتها العاصمة طرابلس في الأيام الماضية، محذرة من أن “تجدد الصراع يهدد أيضًا باستنزاف الإمدادات الطبية”. وقال الناطق باسم المنظمة، طارق جاساريفيتش، إن “معظم القتلى من المقاتلين فيما يبدو غير أن من بينهم بعض المدنيين ومنهم طبيبان وسائق سيارة إسعاف”.
من جانبها، قالت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه: “شعب ليبيا محاصر منذ فترة طويلة بين أطراف متحاربة عديدة، ويعاني بعض من أضعف الفئات من أشد الإنتهاكات لحقوقهم الإنسانية”. وأضافت: “أناشد كل الأطراف التوحد لتجنب مزيد من العنف وإراقة الدماء اللذين لا معنى لهما”. وعبر مسؤولو الأمم المتحدة عن قلقهم “إزاء احتمال إستخدام المدنيين دروعًا بشرية أو تجنيدهم قسرًا للقتال”.
شارك رأيك