مناورات عسكرية جزائرية على الحدود مع ليبيا.
كشفت مصادر عسكرية جزائرية موثوقة لــ”أنباء تونس” أن الجزائر و تونس باشرتا عملية تنسيق أمني وعسكري مكثف منذ قيام قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بشن هجومات عسكرية على العاصمة طرابلس لبسط نفوذه وسيطرته عليها و إسقاط حكومة الوفاق الوطني الليبي برئاسة فائز السراج التي تعترف بها الجزائر وتونس و معظم دول العالم.
من الجزائر: عمّـار قـردود
وفقًا لذات المصادر فإن تونس طلبت رسميًا من الجزائر مساعدتها في مراقبة حدودها معها بهدف منع تسلل الإرهابيين وبعض المرتزقة، مع العلم أن قوات الجيش الجزائري تتكفل منذ سنوات بمراقبة كامل الشريط الحدودي بينها و بين تونس.
وبحسب نفس المصادر فإن نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، قد أصدر أوامره بتشديد المراقبة العسكرية و الأمنية على كامل الحدود للجزائر مع تونس وليبيا، وتم تعزيز الوحدات العسكرية المرابضة هناك بـــ15 ألف عسكري جزائري إضافي، 10 آلاف انتشروا على الحدود الجزائرية-الليبية و5 آلاف على الحدود الجزائرية-التونسية.
الجيش الجزائري في حالة تأهب قصوى على الحدود مع ليبيا وتونس.
ضبط ديبلوماسيين فرنسيين بحوزتهم أسلحة و ذخيرة على الحدود التونسية الليبية
وتأتي هذه التعزيزات العسكرية للجزائر على حدودها بعد إعلان وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، أمس الثلاثاء 16 أفريل 2019، ضبط أسلحة وذخائر ينقلها أوروبيون بينهم فرنسيين على الحدود بين ليبيا وتونس.
وأوضح الزبيدي في تصريحات إعلامية أن المجموعة الأولى المؤلفة من 11 شخصًا انتقلوا من ليبيا بجوازات سفر دبلوماسية، وحاولوا دخول تونس عن طريق البحر على متن زورقين. وقد رصدها الجيش التونسي ولاحقها وصولاً إلى سواحل جزيرة جربة.
وأشار الوزير التونسي إلى ضبط أسلحة وذخيرة حية في العملية، غير أنه لم يكشف جنسيات المتسللين. ولفت عبد الكريم الزبيدي إلى ضبط أسلحة وذخائر أخرى بين أيدي أفراد في مجموعة ثانية كانت تتنقل “تحت غطاء دبلوماسي”، على الحدود البرية التونسية-الليبية، مشيرًا إلى أن هؤلاء كانوا 13 فرنسيًا حاولوا عبور الحدود في أربع سيارات رباعية الدفع. وكانت وسائل إعلام تونسية قد أفادت أن عملية الضبط حصلت عند معبر رأس جدير، أهم مراكز العبور بين تونس و ليبيا.
من جهتها أكدت السفارة الفرنسية في تونس في بيان صادر عنها، أمس الثلاثاء، أن الموظفين في السفارة الفرنسية لدى ليبيا يتنقلون “باستمرار بين تونس العاصمة وطرابلس”. وأشارت السفارة إلى أن “أحد هذه التنقلات حصل برًا هذا الأحد” وأنه “شمل أفرادًا من الوحدة المكلفة بأمن السفيرة الفرنسية لدى ليبيا”.
وأوضحت أن “هذا التنقل حصل بالتشاور مع السلطات التونسية”، كما “أجريت عمليات تدقيق عادية عند المعبر الحدودي” وذلك ” لإحصاء المعدات التي يحملها عناصر الوحدة”. وقالت أن أفراد هذه الوحدة “واصلوا طريقهم”. ولم تقدم وزارة الخارجية الفرنسية أي إيضاحات أخرى ردًا على أسئلة وكالة الأنباء الفرنسية.
ومن جانبه، قال وزير الداخلية التونسي هشام الفوراتي، أمس الثلاثاء، من ولاية مدنين، إن “إجراءات أمنية يتم إعتمادها عند العبور وتشمل أيضا البعثات الدبلوماسية التي تشملها إجراءات خاصة”. وأضاف الفوراتي أن تونس “تحترم الأعراف الدبلوماسية وتسعى إلى تسهيل تنقل البعثات إلى بلدانها عبر تونس أو حتى إدخال التجهيزات التي تحملها”. وأكد وزير الداخلية التونسي أن المصالح الأمنية “تقوم بمهامها في مثل هذا المجال مع تسهيل تنقل البعثات الأمنية والأممية وحتى الدبلوماسية”.
15 ألف عسكري جزائري إضافي ومناورات عسكرية تحذيرية على الحدود الغربية للجزائر.
“النجم الساطع 2019″… مناورات عسكرية جزائرية على الحدود مع ليبيا تحذيرًا لحفتر
وأشرف رئيس أركان الجيش الجزائري، الإثنين الماضي، خلال زيارته إلى الناحية العسكرية الرابعة بورقلة الحدودية مع ليبيا في يومها الثاني، أمس الثلاثاء، على تنفيذ تمرين بياني تكتيكي بالذخيرة الحية أطلق عليه إسم”النجم الساطع 2019″، يهدف لمراقبة المرحلة الثانية من التحضير القتالي، ويتفقد بعض الوحدات، ويعقد لقاءات توجيهية مع إطارات وأفراد الناحية العسكرية الرابعة. بحسب بيان لوزارة الدفاع الجزائرية.
حفتر يستهدف المدنيين بطرابلس
ميدانيًا، أفادت وكالة الصحافة الفرنسية ليلة أمس بأن سبعة إنفجارات على الأقل هزت وسط العاصمة الليبية طرابلس، قبل تصاعد أعمدة الدخان فوق حي أبو سليم في جنوب العاصمة الذي طاولته صواريخ عدة، حسب شهود.
ونفت شعبة الإعلام الحربي التابعة لحفتر في بيان “استخدامها أي نوع من الأسلحة الثقيلة في اشتباكات هذه الليلة”. واتهمت “مليشيا غنيوة ومليشيا المرسى” بضرب المدنيين. فيما قال الناطق باسم حكومة الوفاق مهند يونس إن “لجوء حفتر إلى قصف المدنيين دليل على هزيمته في الميدان”.
وتشهد ليبيا منذ الخميس ما قبل الماضي معارك بين “الجيش الوطني الليبي” بقيادة المشير خليفة حفتر ، والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليًا برئاسة فايز السراج.
شارك رأيك