اختتمت الدورة الأولى لمهرجان “قابس سينما فن” ليلة الخميس 18 أفريل 2019 بحفل توزيع الجوائز على المتوجين وبعروض تنشيطية بمدينة قابس وأمام قاعة “لاغورا”، وقامت التلفزة الوطنية التونسية الشريك الإعلامي للمهرجان ببث مباشر لفعاليات سهرة الإختتام التي أثث فقرتها الموسيقية ثنائي “دنيا أخرى” في مزج جميل بين تراث الأجداد والإيقاعات المعاصرة.
تمت السهرة بحضور عدد هام من صناع السينما والوجوه الدبلوماسية، والفنية تونسية، عربية وأجنبية.
وكسب” قابس سينما فن” رهان الجمهور في دورته الأولى (12 إلى 18 أفريل 2019) حيث شهدت مختلف العروض السينمائية والبرامج الموازية حضورا لافتا من شباب المنطقة كما العائلات إذ منحت برمجة المهرجان الجمهور خيارات ثرية بين سينما موجهة للطفل وأخرى تعكس تجارب سينمائية شابة وبديلة هي الأولى أو الثانية لصناعها مع اهتمام كبير بالجديد والآني على خارطة الإنتاج السينمائي التونسي والعالمي فكانت أفلام المهرجان محل اهتمام وتفاعل كبيران من متابعي الفن السابع بواحة المتوسط والوافدين عليها من جنوب تونس أو غيرها من مناطق البلاد.
مهرجان “قابس سينما فن ” بحث عن التميز في زخم المهرجانات المحلية والدولية وتمكن من جذب الانتباه لخصوصياته انطلاقا من دورته التأسيسية، التي أَضفت إشعاعا على قابس وبدأت في استعادة التقاليد السينمائية العريقة للجهة مع شباب شغوف ومتحمس للسينما والفنون ومن بينهم 60 شابا وشابة كونوا الفريق التطوعي للمهرجان وتميزوا بحسن الانضباط والرقي في التعامل مع الضيوف والجمهور المواكب لفعاليات المهرجان.
الواقع الإفتراضي، الفنون المعاصرة وتعبيرات الفرجة الحديثة هي الفن الثامن بعد السينما… يحاكي واقعنا وقضايانا ويجذب كثيرا اهتمام الشباب وفي” قابس سينما فن ” لا حدود بين الفنون كما أكدت أكثر من مرة المندوبة العامة للمهرجان فاطمة الشريف.
في هذه الأجواء المغايرة، أدرجت تظاهرة “هاكتون الحقيقة الافتراضية” في سابقة أولى في تونس وحضيت فعالياتها بمواكبة لافتة من الشباب خاصة منهم طلبة المجال السمعي البصري في المعهد العالي للفنون والحرف بقابس والمنخرطين في نادي VFX بالمعهد العالي للإعلامية والملتيميديا بقابس وتوج فيلم “بين ثناياها” للفريق المتكون من نهاد رحماني، سميحة العجل، نسرين دهمان وأنور بلخير بجائزة مسابقة أفلام 360° في تونس المبرمجة ضمن هذه الفعاليات لأفلام الواقع الافتراضي “لقابس سينما فن “2019.
بدوره يعتبر “A rt shows” مشروعا متفردا في خياراته وجل انتاجاته نابعة من فضاء عرضه قابس وفي هذا السياق أكدت فاطمة الكيلاني المشرفة على المشروع أن معارض الفنون المعاصرة المبرمجة بالساحة العامة للمدينة، منطقتي “الكازما” و”الأحواز” هي وليدة بحوث مخبرية وذلك بعيدا عن الرقابة والقيود المادية ويهدف برنامج العروض الفرجوية والفنية إلى دفع حركية الفنون المعاصرة في الجهة التي مازالت تعتبر مهمشة في هذا المجال.
ومن بين الأشكال التعبيرية الحاضرة في فعاليات “Art shows” معرض الفنان نبيل الصوابي في قاعة “لاغورا” قابس والذي يصور العالم السينمائي لأندري تاركوفسكي و “حقرة” لأمال بن عطية، اسمهان تليل وهيثم بن عاشور و يصور العرض اللحظات الأخيرة من حياة حبيبة مسيكة وموتها حرقا على يد عشيقها على وقع الموسيقى الإلكترونية.
“الوساطة الثقافية” والماستر كلاس مع كل من هشام ادريس وعبد العزيز المكوجي كانت كذلك ضمن فعاليات “Art shows” لقابس سينما فن.
وتعد الماستر كلاس من الفعاليات المهمة، التي يسعى قابس سينما فن للحفاظ عليها في دوراته القادمة وتطوير مضامينها , وفي الدورة الحالية حظي المهرجان بدعم كل من سفيان الفاني وأمين المسعدي لتقديم ماستر كلاس في إدارة التصوير وشهدت هذه الورشة التكوينية حضورا وتفاعلا كبيران من قبل طلبة ومحبي السينما حسب ما أكده المدير الفني للمهرجان سامي التليلي.
بدورها لم تتأخر هند صبري على دعم المهرجان وكانت متحمسة للقاء طلبة وشباب قابس في ورشة فن إدارة الممثل كما حضرت جل الفعاليات وواكبت مع جمهور قابس عدد من العروض السينمائية للمخرجين في تجاربهم السينمائية الأولى.
برمجة قابس سينما انفتحت كذلك على فضاءات جديدة خارج قاعة السينما منها عروض في سوق “جارة”، سوق “المنزل”، الجامعات، المراكز الثقافية والجامعية والمعتمديات (مطماطة، الحامة، مارث..).
مهرجان “قابس سينما فن” من 12 إلى 18 أفريل 2019 وتحت شعار “تعالا شوف” احتفى بالثقافة خارج سياقها الكلاسيكي في طرح بديل مقياسه جودة الأفلام المقترحة، التصورات المبتكرة والسباقة على غرار “الواقع الافتراضي” و”Art Shows” وحلقات نقاش تتفاعل خلالها الذات مع الآخر على غرار جلسة “مستقبل السينما العربية” و إشكاليات صناعة السينما من سوق الانتاج والتوزيع إلى كيفية اقتراح السينمائي لخطاب يماثله في ظل التحديات والقيود السياسية في علاقة الشمال بالجنوب.
بلاغ.
شارك رأيك