شهر تقريبا الى الوراء، كان الرجلان في صفحة العسل وعلى وشك المضي قدما مع شخصيات اخرين، في مسلك واحد، اليد في اليد، لتكوين جبهة موحدة بين الاحزاب الوسطية والانطلاق لخوض الانتخابات.
ولكن يبدو ان كل المشاورات قد باءت بالفشل منذ أن اصدر يوم 19 مارس 2019 القضاء حكما غيابيا ب10 سنوات سجنا ضد رجل الأعمال لطفي جمعة (شقيق مهدي جمعة)
المتواجد حاليا خارج حدود الوطن. خصص رئيس الحكومة السابق مهدي جمعة، رئيس حزب البديل، جل خطابه عند اشرافه،امس الاحد 21 افريل على اجتماع شعبي بسوسة، بحضور اكثر من 5 الاف من مناصريه حسب المنظمين، على نقد سياسة رئيس الحكومة يوسف الشاهد و قذفه بشتى التهم، واضعا هكذا نهاية المشاورات مع حزب تحيا تونس, الى ما يأتي ما يخالف ذلك.
كان النقد اكثر من لاذع حيث قال جمعة ان مقاومة الفساد هي شماعة لتغطية الفشل وان قضية صابر العجيلي الذي برأه القضاء اكبر دليل على ان مقاومة الفساد عند هذه الحكومة هو انتقائي وانتقامي ولا يكرس سوى ثقافة “اعملوا دوسي”.
واضاف جمعة قائلا ان البلاد في في طريق مسدود و”الذي قال لكم ناقفوا التونس، يكذب عليكم”. وان المسؤولية ترجع كليا الى المنظومة الحالية فاليوم هناك قمع وهناك احتجاجات وضغط على الاعلام”.
“فكيف بهذا العدد في جميع الجهات ولا نظهر في نتائج سبر الاراء. حتى في التلافز موشنا موجودين برشة… اخرجوا ودقوا على كل الابواب خلي ايراوكم. أم أن بهذا العدد الكبير يصعب دخولكم الى التلافز.”
رمى باستهزاء مهدي جمعة بهذا الكلام. كما اردف موضحا ان هذه الظروف وكلها سب وشتم، ليست ملائمة للانتخابات. وانه قد وقع منعه من اكتراء قاعة رياضية لتنظيم اجتماعاته الشعبية.
“اليوم ولات وزراء و ولاة يخدمولك في حزبك في وقت الي يلزم الجهد والطاقة اتكون مكرسة للدولة. باش نكري في الملاسين، ولا في سيدي بوزيد منعوني في الوقت الي النداء عندو الحق في المنستير والنهضة في بن قردان و حزبك اهوما في رادس” حسب قوله.
الأجواء توحي حاليا بالتوتر والتقارب بين حزب الشاهد وحزب جمعة يبدو شبه مستحيلا خاصة عندما توجه هذا الأخير بقوله ان رئيس الحكومة عليه بالحيادية وليس له الحق بنقد المعارضة والتهجم عليها فالاولوية هي تركيز الجهد لصالح الدولة ” ارفعوا ايديكم عن الاعلام وبالنسبة لاخلاقيات السياسة، عليك باش تبدا ابنفسك. ما اتنجمش تنجح كان في مناخات نقية…”، حسب ما صرح به ومذكرا الشاهد بالوضع المتدني في البلاد وهي حاليا في طريق مسدود وان البديل له برامج وله سياسة للانقاذ ولابد من عدم الاستهانة بقدراته “فنحن فعلا معروفون بالرصانة ولكننا اذا ما توصلنا، فلنا كذلك دوسيات…”.
لم نرى البتة مهدي جمعة يخطب بهذه الكيفية ويخصص 99% من خطابه لضرب يوسف الشاهد, وهو الذي كان منذ ايام فقط على طاولة التفاوض مع تحيا تونس لتكوين قوة انتخابية في البلاد.
الايام المقبلة ستكون اكثر شراسة واكثر عنف واكثر سبا وشتما بين المتنافسين على السلطة، كل واحد يقول من جهته انه الأفضل للقيادة.
في انتظار الصندوق أين يكون المواطن في خلوته بعيدا عن كل التجاذبات ليقوم بواجبه الانتخابي دون مجاملة لا لهذا ولا لذاك غير ما يمليه عليه ضميره لاختيار من هو الاصلح للبلاد
شارك رأيك