المملكة العربية السعودية التي سبق لها أن قدمت اللجوء لرؤساء عرب تم إسقاطهم مثل التونسي زين العابدين بن علي واليمني علي عبد الله صالح، تبدو مؤهلة أكثر من غيرها من الملكيات الخليجية لقبول اللجوء السياسي للرئيس المخلوع الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. هناك مساورات حول هذا الأمر بين الجزائر والرياض.
من الجزائر: عمّار قـردود
كشف موقع “الخليج أونلاين” المقرب من السلطات القطرية أن مصر سترفض الترحيب بالرئيسين السوداني والجزائري المخلوعين، عمر البشير وعبد العزيز بوتفليقة، في حالة ما إذا طلبوا اللجوء السياسي في هذا البلد وفقًا لمصادر سياسية جزائرية رفيعة المستوى.
مصر رفضت إستضافة بوتفليقة والبشير
وتشير وسائل الإعلام العربية نقلاً عن مصادر دبلوماسية أن الحكومة المصرية لا تنوي إستضافة أي من هذين الرئيسين لأسباب سياسية وأمنية. وحسب المراقبين، فإن مصر، وعبر هذا الإعلان المسبق، تحاول توبيخ هؤلاء الذين كانوا ينتقدون، من داخل الجامعة العربية في الأشهر القليلة الماضية، ما يوصف بأنه ” ثورة مضادة “، ردًا على الإنتفاضات الشعبية ضد الأنظمة القائمة.
وأوضحت أن الكثير من العوامل ساعدت الرئيس الجزائري السابق على إتخاذ هذه الخطوة المفاجئة، وأهمها وضعه الصحي المتردي، إضافة إلى وضع البلاد غير المستقر والذي يشهد مسيرات شعبية كبيرة مستمرة لأكثر من ثلاثة شهور، وتطالب بمحاسبة ورحيل النظام القائم.
وكشفت المصادر الجزائرية أن بعض الشخصيات المرموقة من الجيش الجزائري نصحت بوتفليقة باتخاذ هذه الخطوة، هرباً من المطالب الشعبية بالمحاكمة، كما يجري الآن على رموز نظامه، اللذين تم اعتقال بعضهم والتحقيق معهم وعلى رأسهم شقيقه سعيد بوتفليقة.
وأضاف المصدر أنه سيتم إجراء مشاورات على “مستوى عالٍ” لاستضافة بوتيفليقة والبشير في إحدى الملكيات الخليجية، دون أن يحدد البلد، ولكنه يرى أن المملكة العربية السعودية هي المؤهلة أكثر للعب هذا الدور، مذكرًا بأن الرياض سبق لها أن قدمت اللجوء لرؤساء آخرين، تم إسقاطهم مثل التونسي زين العابدين بن علي، واليمني علي عبد الله صالح.
وأوضح المصدر أن السبب الصحي يمكن التذرع به في حالة حالة بوتفليقة والبشير لتبرير طلب اللجوء في إحدى البلدان الخليجية، حيث يعاني الرئيس السوداني السابق من مرض شديد، ومن الضروري تأمين إستقباله في بلد آخر بالنظر للأوضاع الأمنية غير المستقرة حاليًا في بلده.
وهو نفس وضع الرئيس الجزائري السابق والذي لا زال يعاني من ضغوط شعبية كبيرة، حيث تم استدعاؤه الى جانب أشقائه لإخلاء مقر الرئاسة في مدينة زرالدة الجزائرية، وفقا لما ذكرته بعض المصادر، وهو الآن يبحث عن “منزل آمن” حيث يمكنه قضاء ما تبقى له من أيام عمره بهدوء تام.
الرؤساء العرب السابقون يحجون إلى السعودية
لطالما كانت السعودية الملاذ الآمن و المفضل لعدد من الرؤساء العرب الذين أطاحت بهم شعوبهم والبداية كانت بالرئيس التونسي الهارب زين العابدين بن علي وصولاً إلى الرئيس الجزائري المستقيل عبد العزيز بوتفليقة في إنتظار إلتحاق الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
كان زين العابدين بن علي أول الزعماء الذين سقطوا، إذ هرب من تونس إلى المملكة العربية السعودية في 14 يناير عام 2011، وسط ثورة شعبية على حكمه الذي استمر 23 عامًا.
الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح سلم السلطة، التي تمسك بها لمدة 32 عامًا، في 25 فبراير عام 2012، بموجب مبادرة خليجية جاءت بعد نحو عام من الإحتجاجات الشعبية التي شهدت سقوط مئات القتلى ومحاولة فاشلة لاغتياله في جوان 2011. وسقط صالح قتيلاً على يد الحوثيين في ديسمبر عام 2017 وسط الحرب الأهلية اليمنية.
أما الرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة فقد استقال بوتفليقة من الرئاسة في 2 أبريل عام 2019، قبل أقل من شهر على نهايته ولايته الرئاسية الرابعة وحكمه الذي استمر 20 عامًا، وجاء رحيل بوتفليقة في أعقاب احتجاجات شعبية خرجت ضد إعلانه الترشح لولاية رئاسية خامسة رغم تدهور حالته الصحية.
بالنسبة للرئيس السوداني السابق عمر البشير، فقد أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعدما قضى نحو 30 عامًا في الرئاسة، وذلك في 11 أفريل 2019، وسط احتجاجات شعبية ضد نظامه، وهي ما زالت مستمرة رفضا لسيطرة الجيش على الحكم.
شارك رأيك