الرئيسية » حمودي حول تهديدات التبيني بإعدام الشاهد رميا بالرصاص: هي نتيجة حتمية لعنف سياسي انطلق غداة الثورة

حمودي حول تهديدات التبيني بإعدام الشاهد رميا بالرصاص: هي نتيجة حتمية لعنف سياسي انطلق غداة الثورة

أحمد فرحات حمودي، ناشط سياسي تونسي

أكد احمد فرحات حمودي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي ان تصريح النائب فيصل التبيني نتيجة حتمية لمسار من العنف السياسي انطلق غداة الثورة.
وقال حمودي في تدوينة له متحدثا عن تطور منسوب العنف :

عقد الحزب الديمقراطي التقدمي اول اجتماع شعبي له داخل تونس أسبوعان بعد الثورة في داخل الجمهورية في مدينة تطاوين وقد شهد الاجتماع بداية إشارات العنف السياسي عندما حاولت مجموعات مهاجمة الاجتماع وافشاله لولا أن مناضلي الحزب في تطاوين حينها تصدوا لهم واضعين كل رمزيتهم النضالية التي لم تكن تخفى على أحد هناك.

بعدها ببضعة أيام تمت مهاجمة الحزب وقياداته في القصرين وتعرضت الفقيدة مية الجريبي ورفاقها لمحاولة تعنيف وكان المهاجمون من تيارات سياسية مختلفة ترفع شعار الثورية وتتهم الحزب حينها بخيانة الثورة رافعين الشعار الشهير حينها “ب د ب والتجديد باعوا دمك يا شهيد” على خلفية مشاركة الحزبين (الديمقراطي التقدمي والتجديد) في الحكومة الانتقالية التي ترأسها محمد الغنوشي.

انتقل العنف سريعا من الخطاب إلى الممارسة فتم رشق المقر التاريخي للحزب في نهج ايف نوهال بالعاصمة والذي كان ملاذا لكل المظلومين قبل الثورة بالحجارة وقد انتبه قادة الحزب حينها إلى خطورة الانزلاق إلى مربع العنف الذي سيكتوي منه الجميع وكنت قد طالبت في خطاب لي في قصر المؤتمرات في 9 أفريل 2011 وكنت حينها أمينا وطنيا للشباب الديمقراطي التقدمي، الجسم الشبابي للحزب بضرورة الاتفاق على مدونة سلوك سياسي وميثاق يساهم في أخلقة السياسة وينظم علاقات الأحزاب فيما بينها ويرتقي بالنقاش السياسي من مستنقع السب والشتم والتحريض. كان خصومنا حينها من أحزاب أقصى اليسار ومن النهضة يستلذون ما نتعرض له ويباركونه ويعتبرونه فعلا ثوريا. ولكن اخطبوط العنف لم يقف عند ال ب د ب والتجديد بل تجاوزه فتم سحل المنسق الجهوي لحزب نداء تونس لطفي نقض حتى الموت في تطاوين خريف 2012 من مجموعات كانت ترفع ذات الشعارات مع الثورة وتصديا للثورة المضادة التي كانت تقودها حسب رأي المعتدين معارضة الترويكا حينها واستشهد لطفي نقض نتيجة جريمة سياسية صادمة.

لم يكتفي العنف عند ذلك الحد ولكنه تجاوزه عندما طالب إمام مسجد في مدينة جرجيس في فيديو مصور لقطع رقاب كل من أحمد نجيب الشابي وشكري بلعيد وفعلا تم تنفيذ الوعيد على الشهيد شكري بلعيد أمام منزله في المنزه في 6 فيفري 2013 وكاد أن يكون مصير نجيب الشابي نفسه عندما هاجمه متشددون في غار الدماء شمال غرب تونس ليفهم من كان يمارس العنف على الحزب الديمقراطي التقدمي في 2011 انه كان أول ضحاياه وليفهموا أيضا أن عدم إدانة العنف في حينه مكلف وقاس واستمر العنف السياسي بمهاجمة اجتماع حزب نداء تونس في جزيرة جربة واغتيال الشهيد محمد البراهمي في 25 جويلة 2013.

خفت العنف السياسي خطابا وممارسة منذ 2014 ليطل برأسه من جديد منذ مدة ويصل إلى ما وصل إليه أمس عندما توعد نائب شعب في اابرلمان رئيس الحكومة بقتله رميا بالرصاص.

والحقيقة كان متوقعا أن تتنادى كل الأحزاب حكومة ومعارضة لإدانة هذا التصريح العنيف والصادم باعتباره قد يشكل مدخلا لدوامة عنف جديدة قد تعصف بالبلاد ولكن ردة الفعل كانت صادمة ومخيبة فباستثناء بيان حزب تحيا تونس لم تدن الأحزاب والمنظمات الوطنية تصريح التبيني بل ثمة من برره! ! وتفسير ذلك أن خصوم رئيس الحكومة لم يقلقهم التصريح بما أن المستهدف هو خصمهم السياسي ناسين والذكرى ليست ببعيدة أن لا أحد في مأمن من اخطبوط العنف السياسي وان ما يحصل لخصمي اليوم قد يحدث لي غدا.

ورغم بشاعة تصريح التبيني فإنني اعتبره فرصة لنستفيق ولنصغ معا حكومة ومعارضة مدونة سلوك سياسي قبل أن يلتهم غول العنف الجميع. وحتى لا يقول أحد بعد ذلك أكلت يوم أكل الثور الأبيض وحتى لا يندم أحد يوم لا ينفع الندم.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.