لم أتخيل في يوم من الأيام ان تأتي علينا سحابة عابرة تحت غطاء جمعياتي لتفرض نفسها علينا في الفضاءات الإعلامية بمال نجهل مصدره، ولتطلب من تونسيين حاملين لبطاقة تعريف وطنية، مفتخرين بجنسيتهم وإنتماءهم لهذا الوطن بالرغم من الهنات التي عشناها، ان يعيشوا كتونسيين…
بقلم وليد البلطي *
لم أتخيل يوما أن تأتي علينا جمعية و تطلب منا كتونسيين أن نمضي على وثيقة فارغة المحتوى سمتها “وثيقة التونسيين “، إن دلت على شيء فهي تدل على ضحالة المستوى الفكري و المعرفي لمن يقف وراء هاته الجمعية.
جمعية كغيرها من الجمعيات، تكونت تحت المرسوم 87 لسنة 2011، تسيل لعاب الكثيرين من الساسة المتملقين والفنانين المطبلين من أجل المال، ولا يجدر بي الحديث كثيرا عن هاته الجمعية الكرتونية التي يدور في عروقها مال كفيل بشراء قطعة أرض في الجنة في نفسية مجانين باعوا ذممهم من أجل المال.
قد يحلم من يقف وراء هاته الجمعية بالرئاسيات والتشريعيات، و قد أعلنت ذلك مؤخرا بعضمة لسانها إحدى ممولاتها، ألفة التراس رامبورغ، زوجة أحد أثرياء فرنسا المقربين من الرئيس إيمانويل ماكرون، وهذا مشروع لكل شخص، لكن سنقف لنتأمل بعد الإنتخابات و الإعلان على نتائجها، وسنعي أن جمعية عيش تونسي ليست سوى مجرد سحابة صيف عابرة، تمر علينا في صمت لتختفي للأبد دون أن تترك أثرا فينا.
* خبير قانوني.
شارك رأيك