كشف مصدر ديبلوماسي جزائري لـ”أنباء تونس” بأن الجزائر تأمل بأن يُتيح لتونس بعد حصولها على مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي يوم 7 جوان 2019 لمدة سنتين إعتبارًا من جانفي 2020 فرصة العمل على مساعدة العرب والأفارقة و خاصة دول الجوار وفي مقدمتهم ليبيا ومالي والسودان في إيجاد حلول سلمية لأزماتها.
بقلم عمّار قردود
كما نفى ذات المصدر تضاؤل حظوظ تونس في الظفر بمقعد غير دائم بمجلس الأمن بسبب تداعيات إعتقال السلطات التونسية للموظف الأممي التونسي الألماني منصف قرطاس المتهم بالتجسس وقال أن حظوظها لا تزال وفيرة وهي فعليًا عضو بمجلس الأمن في إنتظار ترسيم القرار، مشيرًا إلى إمكانية التأثير السلبي لهذه القضية على صورة تونس الديبلوماسية لدى الأمم المتحدة.
وتعتبر تونس المرشح الوحيد للمقعد المخصص لمنطقة شمال إفريقيا بمجلس الأمن للفترة 2020-2021. وحتى يتمكن من شغل مقعد، يفترض أن يحصل أي بلد على دعم ثلثي الدول الحاضرة خلال التصويت. وتضم الأمم المتحدة 193 بلدًا. فيما يضم مجلس الأمن الدولي 15 عضوًا بينها خمس دائمة العضوية (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) وعشر دول غير دائمة العضوية يجدد نصفها كل سنة لتتولى مهامها بعد ستة أشهر من التصويت.
وتتنافس كل من تونس والنيجر وفيتنام ورومانيا وإيستونيا وسان فنسان وغرينادا على الخمسة مقاعد غير دائمة بمجلس الأمن الدولي الذي سيتم تجديدها في 7 جوان المقبل. وستمتد عهدة الأعضاء الخمسة الجدد من الفاتح جوان 2020 الى غاية 31 ديسمبر 2021.
وفي الوقت الذي ستتنافس فيه إيستونيا ورومانيا على المقعد الوحيد لأوروبا الشرقية فإن البلدان الأربعة الأخرى ستجد نفسها بدون أي منافس حيث ستكون عملية إنتخابهم شكلية.
ومن المنتظر ان تخلف تونس والنيجر كلا من كوت ديفوار وغينيا الإستوائية حيث ستنتهي عهدتهما على مستوى أعلى هيئة أممية سنة 2019. أما جنوب إفريقيا ثالث عضو إفريقي في مجلس الأمن فإنه سيستمر في مقعده إلى غاية نهاية سنة 2020.
وقد تم منح ثلاثة مقاعد غير دائمة لإفريقيا وتحتفظ مجوعة البلدان الإفريقية بنظام تناوب راسخ بين شبه المناطق الخمس (شمال إفريقيا و افريقيا الجنوبية وشرق افريقيا وغرب إفريقيا و إفريقيا الوسطى).
تحركات دبلوماسية تونسية مكثفة لحشد الدعم الدولي
شرعت تونس في تحركات دبلوماسية مكثفة لحشد دعم دولي بهدف الحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي في الإنتخابات التي تجري في السابع من جوان المقبل، حيث قام وزير الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، في أفريل الماضي بزيارة عمل إلى نيويورك، حيث إلتقي مسؤولين في منظمة الأمم المتحدة وممثلين دبلوماسيين.
وقالت الخارجية التونسية، في بيان لها، إن الزيارة تأتي في “إطار حشد الدعم الدولي لترشح تونس للحصول على مقعد غير دائم بمجلس الأمن الدولي للفترة 2020-2021 خلال الإنتخابات المزمع إجراؤها يوم 7 جوان 2019 بالجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وأكدت الخارجية أن هذه اللقاءات تمثل “مناسبة للتعريف بأولويات تونس خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن الدولي، وتأكيد حرصها على خدمة القضايا العربية والإفريقية والدولية الراهنة”.
هل يؤثر إعتقال تونس لموظف أممي متهم بالتجسس على ترشحها لمجلس الأمن؟
هذا وكانت الأمم المتحدة قد طلبت من السلطات التونسية “إسقاط الإتهامات” بالتجسس عن خبيرها حول بيع الأسلحة لليبيا المنصف قرطاس الموقوف في تونس منذ 26 مارس والذي “يجب أن يفرج عنه فورًا” بحسب ما قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام أول أمس الأربعاء 15 ماي.
وأضاف أنه يعد دراسة الوثائق القضائية التي سلمتها السلطات التونسية أخيرًا، وأن الأمم المتحدة خلصت الى أن الحصانة الدبلوماسية الممنوحة لهذا الخبير التونسي الألماني تبقى سارية. وطالبت الأمم المتحدة بناء عليه بأن “يتم إسقاط التهم الموجهة اليه” وأن “يفرج عنه فورًا”، بحسب المتحدث. ورفض دوجاريك أن يحدد بدقة التهم الموجهة للخبير وما إذا كانت السلطات التونسية طلبت رفع الحصانة عنه. وقال إن هذه الاسئلة تطرح على السلطات التونسية.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية ووفقًا لمصدر قريب من الملف فإن “تونس لا تعترف بالحصانة” التي منحتها الأمم المتحدة لهذا الخبير الذي يشغل هذه الوظيفة منذ 2016 ضمن فريق خبراء مكلف من الأمم المتحدة التحقيق في إنتهاكات حظر السلاح بحق ليبيا.
واعتبر المصدر أنه مع هذا الملف، تصبح لتونس “مشكلة كبيرة” بشأن ترشحها لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي للفترة 2020-2021. وبحسب دبلوماسي فإن تونس خسرت صوت ألمانيا (عضو غير دائم في مجلس الأمن). وإذا احتذى بها الإتحاد الاوروبي أثناء جلسة التصويت في 7 جوان القادم في الجمعية العامة للأمم المتحدة لاختيار خمسة أعضاء غير دائمين في مجلس الامن، فانه ليس مضمونًا أن تفوز تونس بالمقعد رغم أنها المرشح الوحيد عن المجموعة الافريقية.
علما وأن قرطاس تم توقيفه في 26 مارس المنصرم لدى وصوله الى مطار العاصمة التونسية. و أن جريمة التجسس يمكن أن تكون عقوبتها في تونس الإعدام.
تونس عضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للمرة الرابعة في تاريخها
تونس تم انتخابها لثلاث مرات عضوًا غير دائم في مجلس الأمن و ذلك في سنوات 1959-1960 و 1980-1981 و في 2000-2001 وحُظي ترشيحها الجديد بتأييد كل من الإتحاد الافريقي و مجموعة البلدان العربية في الأمم المتحدة.
وقد ركز هذا البلد المغاربي حملته على مسائل السلام والأمن والتنمية التي يعتبرها مترابطة حيث تسعى تونس إلى إعطاء الأولوية خلال عهدتها لملف مكافحة الإرهاب والنزاعات في إفريقيا والشرق الأوسط سيما المسألة الفلسطينية و كذا ترقية دور الشباب والنساء. كما تنوي العمل من اجل تحقيق نجاعة أكبر لعمليات حفظ السلام من خلال الدعوة الى مهام واضحة و واقعية مع موارد كافية.
تونس ساهمت منذ سنة 1960 في 22 عملية لحفظ السلام عبر العالم
و الجدير بالذكر أن تونس قد ساهمت منذ سنة 1960 في 22 عملية لحفظ السلام و تعد حاليًا 239 موظفًا مدنيًا وعسكريًا موزعين على مستوى ست بعثات أممية.
ويعتقد خبراء إن حصول تونس على هذا المقعد سيساعدها سياسيًا واقتصاديًا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها.
شارك رأيك