تمّ في تركيا يوم 11 ماي الجاري إيقاف تونا ألتينيل وإيداعه السجن رهن التحقيق وذلك بتهمة “الدعاية لفائدة منظّمة إرهابية”. وتونا ألتينيل هو مواطن تركي وأستاذ بجامعة ليون 1 (فرنسا) سبق له أن أمضى في بداية سنة 2016 عريضة، مع حوالي 2000 من زملائه، تطالب النظام التركي بالتوقّف عن العمليات العسكرية التي يقوم بها ضدّ التجمّعات السكنية الكردية كردّ على مطلب أهلها الشرعي والمزمن في الاعتراف بهويتهم وبحقوقهم الخصوصية كأقلّية عرقية.
يأتي هذا الإيقاف شهادة إضافية على تقلّص مجال الممارسة الديمقراطية بنسق متسارع داخل هذا البلد خلال السنوات الأخيرة، وذلك بانتهاج نظام الحكم فيه أسلوب التضييق على الحريات الفردية والعامة باعتماد الوسائل القمعية المباشرة ضدّ عشرات الآلاف من الأتراك، ومن بينهم مآت الجامعيين والصحافيين، الذين يتمسّكون بحقّهم في التعبير عن آرائهم وقناعاتهم ويحرصون على تبليغ مواقفهم الناقدة لسلطة تنفيذية رئاسوية تزداد استبدادا كلّ يوم عبر توظيف المجلس التشريعي والقضاء ومحاولة إلجام الإعلام الحرّ، خدمة لمآربها الكليانية.
إن الجمعيات والمنظمات التونسية المذكورة أسفل هذا البلاغ، إذ تندّد بكلّ الأساليب القمعية التي يعتمدها النظام التركي في معالجته للأزمات التي تسبّب فيها، فإنّها تدعوه لإطلاق سراح كلّ المعتقلين والسجناء ولإرجاع كلّ المفصولين عن عملهم بسبب تعبيرهم عن آرائهم أو إفصاحهم عن قناعاتهم أو مطالبتهم بحقوقهم المشروعة، وبأن يعيد إليهم كلّ مستحقاتهم المادية والمعنوية؛ كما تدعوه لإعادة الاعتبار المادي والمعنوي لكلّ المؤسسات الإعلامية التي طالتها آلة القمع لمجرّد انتهاجها لخطّ تحريري مناهض للخطّ التسلّطي للسلطة القائمة.
كما تهيب بالنظام التركي الحاكم أن يُقلع نهائيا عن تلك الأساليب القمعية البالية التي دأب على انتهاجها ضدّ حقوق الأفراد والجماعات والأقليات، باعتبارها أساليب وسلوكات معاكسة لاتّجاه حركة التاريخ ولتطلّع مختلف شعوب العالم إلى اكتساب ومراكمة أنواع وأجيال متلاحقة من الحقوق والحريات.
الإمضاءات:
· جمعية بيتي
· الجمعية التونسية للدفاع عن الحريات الفردية
· الجمعية التونسية للدفاع عن القيم الجامعية
· جمعية يقظة من اجل الديمقراطية والدولة المدنية
· الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
· اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس
· مركز تونس لحرية الصحافة
· المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب
· مؤسسة أحمد التليلي للثقافة الديمقراطية
· النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين
شارك رأيك