حالة من التذمر والإحتقان يعيشها المواطنون القاصدون لفرع الصندوق الوطني للتأمين على المرض بمدينة القصرين نتيجة تعطل مصالحهم وعدم حصولهم على الخدمات التي يقدمها الصندوق للمرضى وذلك بسبب عدم إنضباط بعض الموظفين.
بقلم فيروز الشاذلي
فقد تسرب بعض الموظفين الإداريين وغادروا مراكز عملهم بمكاتبهم وسط توقيت العمل الإداري حتى وصلت الأمور إلى وقوع عدة مشاجرات وتلاسن بين المواطنين وبعض هؤلاء الموظفين عند مغادرتهم لمكاتبهم قبل التوقيت الرسمي الإداري فقد عبّر العديد من المواطنين عن سخطهم وإستيائهم الشديد من هذه التصرفات الغريبة التي عطلت مصالحهم وتسببت في عدم حصولهم على الوثائق اللازمة لمتابعة عملية التداوي والتأمين على المرض وغيرها، خاصة أن هناك من المواطنين ينتظر تسوية ملفه منذ أشهر عدة وأمام هذا الإحتقان والتذمر من قبل المواطنين وللأمانة قام بعض الموظفين الآخرين المتواجدين ساعتها بحل الإشكال من خلال توفير الوثائق والخدمات المطلوبة من قبل هؤلاء المواطنين عوض زملائهم الذين غادروا مكاتبهم بالرغم أنهم في حد ذاتهم عندهم الكثير من الأعمال في مكاتبهم بسبب كثرة الملفات الواردة على فرع الصندوق.
مكاتب الإستقبال ليس حالها أفضل
تردّي الخدمات نتيجة تسرّب الموظفين وسط الدوام الرسمي لا يقتصر فقط على المكاتب الإدارية للفرع بل هو العادة في كل الأوقات بالنسبة لمكاتب الإستقبال الخارجية للفرع فعند الدخول إليها نلاحظ أن الفضاء المخصص حقيقة يرتقي إلى مستوى تنظيم مادي مميز من وجود عدد كافي من كراسي الإنتظار وتنظيم عملية الوصول للدور من قبل الحريف عبر اللوحات الإلكترونية وحقيقة فضاء يتميز بالنظافة و التنظيم، لكن الدابة السوداء التي يشتكي منها المواطن في هذا الفضاء هي تسرب الموظفين عن عملهم خلال دوامهم فمن المفروض وجود عدد كاف من الشبابيك لإستقبال المواطنين ولكن بالرغم من وجود خمسة شبابيك إستقبال إلا أن غالبيتهم لا يداومون كامل التوقيت بل أحيانا يغادر غالبيتهم مكاتب الإستقبال ليبقى موظف أو إثنين في إستقبال ملفات الحرفاء الذين أحيانا يبقون ساعات عدة في إنتظار دورهم بسبب تسرّب أعوان الإستقبال فأصبح من المستحيل أن تودع ملفك في يومه بل أحيانا تنتظر ساعات طويلة ثم يفاجأك ما تبقى من أعوان الإستقبال بأن التوقيت الإداري قد إنتهى وبأنه يتوجب عليك إعادة المجيء في اليوم التالي لكي تعاود نفس المعاناة بالإنتظار ساعات طويلة بينما أغلب أعوان الإستقبال خارج مكاتبهم.
هذه الثقافة المنتشرة لعدم الإنضباط في الوظيفة بالقطاع العام، للحقيقة وبشهادة جميع المواطنين الذين تعودوا التردد على هذا الفضاء قطع معها عون الإستقبال الذي يداوم دائما بالمكتب رقم خمسة مما شد الإنتباه بإنضباطه وعدم مغادرته لمكان عمله ورده على إستفسارات جميع المواطنين دون كلل أو ملل مما لاقى الإستحسان والتقدير من الكثير من المواطنين لما مثله من إستثناء في زمن أقل ما يقل عنه “زمن التكركير” .
عدم تعويض الطبيب المغادر فاقم من المشاكل
ومازاد الطين بلّة عدم تعويض أحد الأطباء المباشرين بوحدة المراقبة الطبية الراجعة بالنظر للفرع فرغم علم الإدارة منذ حوالي الشهرين بنية الطبيب الإنتقال من فرع الصندوق إلى إدارة تابعة للديوان الوطني للأسرة و العمران البشري إلا أنها لم تقم باللاّزم من حيث تعويض هذا الطبيب وهي كذلك مسؤولة عن الموافقة على قرار النقلة وعدم الإمتناع عن ذلك إلا حال توفر البديل.
بسبب ذلك تكاثرت الملفات الطبية الواردة على فرع الصندوق دون معالجة مما تسبب في تأخير المواطنين أوّلا وثانيا في إثقال كاهل الطبيب الآخر الذي مازال يداوم بالفرع مما تسبب له في إجهاد كبير بسبب كثرة الملفات فهو يوميا يداوم من الصباح إلى حدود ساعات متأخرة في المساء بسبب حرصه الشديد على إنجاز ومتابعة ملفات المراقبة الطبية في الإبان حيث أصبحت أغلب خدمات الفرع مربوطة بوجوده لذلك يجب على الإدارة العامة لصندوق التأمين على المرض التدخل العاجل لإيجاد حل لهذا النقص وتعويض الطبيب المغادر لتسهيل عمليات إسداء الخدمات من قبل فرع الصندوق .
شارك رأيك