أحسنت فرقة “شيوخ سلاطين الطرب” القادمة من سوريا اختيار عنوان عرضها “اسق العطاشى”.
فالعطاشى للطرب وللإنشاد الصوفي كثر في تونس تدافعوا لحضور العرض ضمن فعاليات مهرجان المدينة بتونس بالشراكة مع مسرح الأوبرا ليلة الأربعاء 22 ماي 2019 بمسرح الجهات بمدينة الثقافة في العاشرة ليلا أطلت الفرقة بقيادة الفنان “بشير أحمد بيج” بلباسها الأبيض وطرابيشها الحمراء.
واستقبلها الجمهور بحرارة استعدادا لليلة طربية استثنائية انطلقت بالسماعي ثم الموشحات والقدود الحلبية التي انتشى بها الجمهور وفرقة سلاطين الطرب التي اهتمت دائما بالتراث السوري والعربي بشكل عام، أرادت بعرضها الجديد “اسق العطاشى” تقديم من حلب قدودها وأندلسياتها وموشحاتها: “يا غصن نقا مكللا بالذهب”، “جاءت معذبتي في غيهب الغسق”، “يا مال الشام يلا يا مالي”، “قل للمليحة في الخمار الأسود” وغيرها من الوصلات الموسيقية السورية والتونسية أيضا التي غازلت عشاقها.
وتخللت هذه الوصلات لوحات من الرقص لفرقة المولوية التي بسطت حالة من التصوف والسمو بحركاتها شديدة الخصوصية والتفرد والمعروف أن “المولوية” هي من الطرق الصوفية التي تتعاطى مع الحياة ولا تهملها لأنها تقوم أساسا على الحب.
حب الإنسان وإعلاء منزلته “اسق العطاشى” عمل فني يقتفي الأثر الرابط بين مدينتي حلب وتونس كقطبين أساسيين في طرق الغناء والموسيقى والإنشاد والتراث الصوفي عموما ويقول مدير فرقة “شيوخ سلاطين الطرب” الفنان “بشير أحمد بيج” إن اختيار التراث الصوفي الحلبي في علاقته بما يناظره من إرث تونسي عريق، ليس اعتباطيا ولا ارتجاليا. ولا تحركه المصادفات.
بل هو أشبه بقدر لا فكاك منه. ورسالة إنسانية وفنية تقول للعالم إن البلدين –سوريا وتونس- تضرب فيهما الصوفية عميقا وبعيدا في الحب الإنساني”، ويضيف “اسق العطاشى دعوة للحب وتحطيم لأسوار الجليد.
نعتقد أننا اخترنا المكان المناسب والزمان المناسب والعنوان المناسب أيضا” يذكر أن فرقة شيوخ سلاطين الطرب التي تأسست سنة 2000 هي امتداد للمدرسة الحلبية القديمة التي امتازت بإتقانها للفن الصوفي والقدود الحلبية والموشحات والأدوار.
شارك رأيك