بعد الاعلان عن استقالات جماعية في الجبهة الشعبية وبالتالي فقدانها لكتلتها النيابية نظر البعض لما حصل كونه مفاجأة غير متوقعة لكن حقيقة الأمر خلاف هذا تماما فهي توترات قديمة لكن جماعة الجبهة وخاصة حزب العمال كانوا يخفونها ويهونون من شأنها بل انهم كانوا ينكرون دائما أي خلافات بين امناء الأحزاب المكونة لهذا الائتلاف الحزبي.
بالتالي علينا أن نفهم حقيقة ما حصل ولماذا وصل الأمر الى هذا الحد أي تفكك الكتلة واستقالات عديدة جماعية وصلت الى رئيس الكتلة نفسه أحمد الصديق؟
ما يحصل اليوم هو تفجر لمخزون من الغضب داخل حزب الوطد تحديدا الذي يرى منذ فترة كون أمين عام حزب العمال يهيمن على الائتلاف ويفرض قراراته ومواقفه بل أكثر من هذا فحمة الهمامي وحزبه يفرضون في كل مرة أن يكون هو مرشح الجبهة في الانتخابات الرئاسية وأيضا يفرض شكل التحالفات الانتخابية وهو ما رجع بالمضرة على الجبهة وجعل منها حاليا طرفا سياسيا ضعيفا وغير مؤثر بعد أن كانت المعارضة اثر انتخابات 2011 تمتلك كتلا قوية وصلبة .
الهمامي والرحوي
علينا هنا أن نعود للوراء بعض الشيء ونتذكر الخلاف الحاد الذي تفجر بين المنجي الرحوي وحمة الهمامي واتهام الأول لزعيم حزب العمال بكونه صار قديما وأسلوبه لم يعد يواكب الأحداث وانه مازال متمسكا بأفكار لا بد من مراجعتها بل أكثر من هذا فالرحوي طرح مسألة أحقية شخص آخر بأن يكون مرشح الجبهة لرئاسة الجمهورية بما في ذلك شخصه ما يعني بأن ما يحصل اليوم ليس طارئا ولا مفاجئا كما يفسره البعض بل هي تراكمات كثيرة بين الوطد وحزب العمال وبين قيادات الوطد خاصة وحمة الهمامي واتهامه بكونه يريد دائما الانفراد بالرأي والقرار .
لكن مع هذا يبقى السؤال: هل الأزمة التي تحصل حاليا ستؤدي لإنهاء الجبهة الشعبية؟
عمليا فان الجبهة انتهت أو على الأقل ضعفت منذ فترة لكن ما يحصل اليوم هو أن مكونات الجبهة لم تعد على قبب رجل واحد كما يقال وأن هناك توجهات مختلفة ومتباينة أحيانا فالخلاف يتجاوز كونه شخصي بين الرحوي والهمامي ليكون بين من يريدون تطوير الخطاب والمراجعات ومن هم متمسكون بأسلوب الماضي.
محمد عبد المؤمن
شارك رأيك