رغم أن موعد اجدراء الانتخابات الرئاسية ما زال يفصلنا عنه أشهرا الا أنه بالمقياس السياسي فالموعد يعتبر قريب بالتالي فان انطلاق الحملات الانتخابية غير الرسمية أي المبكرة أمر منطقي ومتوقع خاصة وأن انتخابات 2019 ستكون مهمة جدا لا من ناحية تحديد مستقبل الكثير من السياسيين والأحزاب بل وأيضا تحديد مستقبل البلاد.
لكن الزخم الكبير في علاقة بالتعاطي مع الانتخابات واعلان الترشحات أو بالأصح نوايا الترشح حصل بعد التصريح لرئيس النهضة راشد الغنوشي والذي تحدث فيه عن العصفور النادر الذي تبحث عنه الحركة ليمثلها في هذا الاستحقاق أي أن يكون مرشحها.
هذا التصريح تنزل ضمن الحديث عن الشخصية الي سترشحها النهضة أو تدعمها فأكد أن هناك خياران اما ترشيح شخصية نهضوية أو البحث عن شخصية توافقية وهذا يعني شخص ترضى عنه الحركة ويكون مضمونا رغم أنه لم يقل هذا صراحة.
الكل يبحث عن “العصفور النادر”
رغم أن مقالة الغنوشي عن العصفور النادر جاءت في شكل استعارة الا أن رحلة البحث هذه في منتهى الواقعية فكل الأحزاب وخاصة الكبرى تبحث عن عصفور نادر تستطيع كسب الانتخابات به .فالنداء تمكن من ايجاد عصفوره النادر الذي لم يمكنه من الفوز في الرئاسة فقط بل وفي الانتخابات التشريعية ونقصد هنا الباجي قائد السبسي لكن على خلاف هذا فان حركة النهضة رغم أنها الأكثر شعبية بمعنى عدد الأنصار حاليا الا أنها لم تجد عصفورها هذا فحتى الغنوشي نفسه لم يحصل على هذه الصفة.
وما يربك الحركة أكثر هو أن قواعدها قد تنقسم بعد قرار حمادي الجبالي ترشيح نفسه فهو الى أجل غير بعيد الرجل الثاني في الحركة وترشحه معناه دعم قسم هام من خزان النهضة الانتخابي له.
الجبهة الشعبية
بالنسبة للجبهة الشعبية فان الانتخابات الرئاسية لهذا العام عادت عليها بالوبال قبل انطلاقها فما حصل في الانتخابات الفارطة أي دعم ترشيح حمة الهمامي على مضض من البعض في هذا الائتلاف يصعب أن يتكرر خاصة وأن الوطد معارض لهذا تماما وأكد كونه لن يقبل به ما جعل الأمر يصل الى استقالات وبالتالي تفكك هذه الجبهة التي فشلت في ادارة الخلافات داخلها وتخلت من جهة أخرى عن اهم مبدأ وهو التسيير الديمقراطي للهياكل دخلها.
محمد عبد المؤمن
شارك رأيك