نفى مصدر عسكري جزائري موثوق لــ”أنباء تونس” صحة المعلومات التي تفيد بأن قائد تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي موجود بليبيا بعد أن فرّ إليها،و قال بأنه -على الأقل حتى الآن-لم يتلقى الجيش الجزائري و جهاز المخابرات أية إشارات قطعية تدل على تواجد البغدادي بالأراضي الليبية.
و أفاد ذات المصادر أن السلطات الجزائرية طمأنت نظيرتها التونسية و أبلغتها بأن الجيش الجزائري على أهبة الإستعداد لأسوأ الإحتمالات و طالبتها بتعزيز التنسيق الأمني و العسكري بين البلدين تحسبًا لأية طوارئ،و إنطلاقًا من ذلك تم إرسال تعزيزات عسكرية جزائرية و تونسية إلى حدود البلدين مع ليبيا لمنع تسلل الإرهابيين و شلّ كل حركاتهم.
لكن ذات المصدر أشار إلى أن إحتمال تسلل زعيم “داعش” إلى التراب الليبي يبقى واردًا جدًا خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها ليبيا بسبب الإقتتال الدائر بين قوات حكومة الوفاق الليبي برئاسة فائز السراج-المُعترق بها من طرف الجزائر و تونس و دول العالم-و المشير خليفة حفتر قائد المليشيات العسكرية المدعوم من حكومة طبرق و مصر و الإمارات.
فرنسا تريد تسريع إنهيار حكومة الوفاق الليبي بتسريبها لخبر وجود البغدادي بليبيا
و بحسب المتتبعين للأوضاع بالمنطقة فإن فائدة تسريب خبر فرار البغدادي إلى ليبيا بالنسبة للفرنسيين ، أهميته تكمن في أن تقديم معلومات مثل هذه لدولة ضعيفة أمنيًا مثل تونس التي تعيش على عائدات السياحة ، سيحول تنقل الاشخاص من و الى ليبيا عبر البوابة الخارجية الوحيدة المفتوحة أمام الليبيين التابعة لحكومة السراج شديد الصعوبة ، وبالتالي زيادة حدة التملل وسط الليبيين ، وتسريع انهيار هذه الحكومة غير المدعومة من فرنسا.
الفرنسيون لم يكتفوا بتقديم الدعم الاستخباري للمشير خليفة حفتر ، بل تجاوزا إلى مرحلة تخويف دول جوار ليبيا من دعم القوى السياسية المناوئة لحفتر عبر تقديم معلومات استخبارية خاطئة للجيران، تتمثل في احتمال وجود البغدادي في ليبيا، رغم أن أي خبير أمني أو مختص يمكنه أن يقدم عشرات الأدلة المنطقية والعلمية على استحالة تنقل رجل مثل أبي بكر البغدادي إلى ليبيا بسبب الاستنفار الأمني الذي يجعل مثل هذا الاحتمال مستبعد بل و إنتحاري له لأكثر من سبب ، لكن عندما يأتي التحذير الأمني من جهاز مخابرات عالمي-كالمخابرات الفرنسية- فإن هذا يدفع حكومة دولة مثل تونس تتعامل بكل جدية مع مثل هذا التحذير، وقد يدفعها للتضييق على تنقل الليبيين عبر المعبر البري بين تونس وليبيا وبالتالي التضييق أكثر على حكومة الوفاق المعترف بها ، وبالتالي تسهيل انهيارها داخليًا .
و لهذا فإن التسريب المتعلق بوجود أبو بكر البغدادي في ليبيا ، سيكون له ما بعده ، لأن مؤامرة ترامب ماكرون وأتباعهما في العالم العربي ، لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستشمل تحركات سياسية واعلامية وعسكرية واستخبارية أخرى ، وهو ما يهدد ليس أمن تونس بل أيضا الأمن القومي الجزائري و يدخل المنطقة ككل في دوامة من العنف و عدم الإستقرار.
السلطات التونسية تعيش حالة من الاستنفار الأمني بعد ورود معلومات عن وجود البغدادي في ليبيا
و كانت مجلة فرنسية قد كشفت أن قائد تنظيم “داعش” الإرهابي أبو بكر البغدادي فر إلى ليبيا.وقالت مجلة “جون أفريك” الفرنسية إن السلطات التونسية تعيش حالة من الاستنفار الأمني، بعدما وردت معلومات عن وجود البغدادي، في ليبيا التي تعاني فوضى منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2013.وأوردت المجلة نقلاً عن مصادر وصفتها بـ”الاستخباراتية”، أن تونس تلقت معلومات بشأن البغدادي من التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد “داعش” في كل من سوريا والعراق.
وكانت صحيفة “ديلى إكسبريس” البريطانية، قد ذكرت فى 13 ماي الماضى أن بريطانيا ودولاً غربية أخرى تبحث عن زعيم تنظيم “داعش” أبوبكر البغدادى فى ليبيا بعد ورود أنباء عن احتمال انتقاله إليها.
وحسب الصحيفة، فإن قوات التحالف الدولى فقدت أثر البغدادى فى الأسابيع الأخيرة من خلافته فى سوريا فى فيفري 2019، عندما فر من بلدة الباغوز شرقى البلاد بعد محاولة اغتياله من قبل مقاتلين أجانب مقربين من دائرته الخاصة.
مسؤولون ليبيون:بعض الإشارات تحمل بصمات البغدادي في ليبيا
و من جهة أخرى،قال مسؤولون ليبيون، إن بعض الإشارات تحمل بصمات البغدادي في ليبيا، إلا أنه لا يوجد أدلة قاطعة على ذلك في الوقت الراهن.وحذر المسؤولون من تنفيذ عمليات إرهابية فب الفترة المقبلة في أي منطقة ليبية، خاصة بعد وصول أسلحة وذخائر إلى طرابلس، يمكن أن تستخدم في عمليات في الغرب أو الشرق وكذلك الجنوب الليبي حسب قولهم.
و قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، طلال الميهوب، إنه لا يوجد أدلة قاطعة حتى الآن بشان وجود البغدادي في الأراضي الليبية، إلا أن ثمة إشارات تشير إلى احتمالية ذلك.وأضاف في تصريحات خاصة إلى موقع “سبوتنيك” الروسي، أمس السبت، أن وصول عناصر إرهابية من سوريا والعراق يحملون جنسيات عدة الفترة الماضية، وكلك وصول شحنات عسكرية وأسلحة وذخيرة يشير إلى أن التنظيم وقياداته يسعون للاستفادة من الأوضاع في طرابلس، عن طريق التواجد في وسط العناصر والكتائب التابعة للمليشيات وجماعة الإخوان في ليبيا، بهدف صد عملية الجيش الليبي، ومن ثم الانطلاق نحو بناء قواعدهم، إلا أنهم لن يفلحوا، حسب قوله.
وشدد على أن البيئة الخصبة الآن متواجدة في طرابلس ومصراته، وأن أبو بكر البغدادي إن وجد سيكون في طرابلس أو مصراتة أو بينهما. وتابع أن المجتمع الدولي يتابع بشكل دقيق ما يحدث من عمليات نقل للأسلحة والذخائر إلى العاصمة طرابلس من تركيا، وخرق القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وأن ذلك يتطلب إجراءات عاجلة لوقف تلك العمليات.
البغدادي عاد للظهور مجددًا بعد عدة سنوات من الغياب
وخلال الآونة الأخيرة، تحدث البغدادي في مقطع فيديو، في أول ظهور له منذ سنوات، وأثارت العودة المفاجئة إلى الساحة مخاوف بشأن “انبعاث” التنظيم على الرغم من خسارة آخر معاقله في سوريا.وبدا البغدادي جالسًا داخل خيمة، وأمسك ملفات، ثم أكد مسؤولية “داعش” عن هجمات سريلانكا الدامية، وتوعد بالانتقام لعناصر التنظيم الذين جرى قتلهم أو اعتقالهم في عدد من مناطق العالم.
قائد الجيش الجزائري يؤكد حفاظ القوات المسلحة على جاهزيتها القصوى من أجل صد أي عدوان
ثمّن الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الجزائري، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الجهود المضنية والمثابرة والدور الفعال الذي تقوم به وحداتها المنتشرة على طول الشريط الحدودي وعبر إقليم الناحية في تأمين البلاد من كل التهديدات والمخاطر والآفات قائلاً:”إنّ حفظ أمن الجزائر وتثبيت ركائز دفاعها الوطني يستوجب منكم الأخذ بعين الإعتبار طبيعة المهام الموكلة على مستوى هذه المنطقة.
فلأجل ذلك نعمل دوما على المحافظة على الجاهزية في أعلى مستواها وعلى أن يتم التحضير والتدريب الجيد لقواتنا المسلحة بالطريقة المثلى والمرسومة، حتى تبقى على الدوام مالكة لمقاليد القدرة على الإضطلاع بمهامها، ومتكيفة باستمرار مع تطور الوضع الجيوسياسي وتعقّد الرهانات، التي تشهدها المنطقة، وهو ما يستوجب بالضرورة حرصكم كإطارات على التطبيق الصارم لبرنامج التحضير القتالي لمختلف مكونات قوام المعركة بتكثيف التمارين التكتيكية البيانية بالذخيرة الحية لمختلف الأسلحة والقوات”.
عمّار قردود
شارك رأيك