رغم أن هناك اتهامات كثيرة للعديد من الجمعيات كونها مدعومة من الخارج أي من ناحية تمويلاتها وبالتالي خدمة أجندات أجنبية الا أن هذه الاتهامات ارتبطت من ناحية المخاوف بأمرين الأول التورط الخفي في غسيل الأموال وتبييضها والثاني أن تصبح تلك الجمعيات خاصة التي تروج شعارات كونها خيرية واجهة ظاهرة لمشروع وبرنامج خفي هو دعم الارهاب وتمويله ولو أن تعميم الحكم غير موضوعي فهناك جمعيات بالفعل لها دور اجتماعي وخيري لكن مع هذا لا بد من اثبات ذلك.
لكن من جهة أخرى فان هناك وجه آخر للجمعيات بدأ بالظهور في علاقة بمشاريع وأجندات سياسية وما نعنيه هنا تلك التي تظهر بوضوح كونها مهتمة بالسياسة .
ضمن هذا برزت خاصة في الأشهر الأخيرة جمعية لاقت رواجا أو بالأصح ترويجا كبيرا هي ” عيش تونسي” والتي بدأت نشاطها برفع شعارات دفع التونسيين لاستهلاك المنتوج الوطني أي وكأنها تدعو لاعتماد سياسة حمائية لكن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية شاهدنا وكأن هذه الجمعية أخذت منحة واتجاها آخر في نشاطها صارت تركز فيه على الجانب السياسي والترويجي بل صارت الانتخابات أهم ملفاتها.
من هي جمعية “عيش تونسي”
هذه الجمعية تنشط حاليا بقوة وتروج لنفسها بطريقة جعلتها تبرز في المشهد فإلى جانب النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال موقع خاص بلغتين فإنها تعمد الى الاتصال المباشر بالمواطنين وخاصة فئة الشباب ان كان ذلك ميدانيا أو عبر الاتصالات الهاتفية .
هذه الجمعية تطرح ما تسميه وثيقة تعرض فيه ما تسميه حلولا لكنها في الأساس تعرض مشاغل ومطالب التونسي أي أنها تركز على الملفات المهمة من بطالة وانتشار للفساد وفوضى وانتشار العنف ثم تقدم تصوراتها أي الحلول لتلك المعضلات وهنا نتساءل: من يعد بتفعيل حلول هل يكون جمعية أم طرفا يرنو للوصول الى السلطة؟
الوجه السياسي
مؤخرا بات ممثلون عن “عيش تونسي” يخوضون في السياسية بوضوح بل وصل الأمر الى اعلان نية ترشيح من يمثلهم للانتخابات الرئاسية والتشريعية والاعلان كون الوثيقة التي قدموها حظيت ب400 ألف توقيع.
كل هذا أدى لظهور حملة مضادة لعيش تونسي حيث اتهمها البعض بكونها ذات أهداف ومطامح سياسية ولم يكن همها منذ البداية العمل الخيري وأهداف الجمعيات الاجتماعية .
نسق الاتهامات تصاعد مؤخرا فهناك من اتهمها بكونها تحمل أجندات أجنبية ومنها التجسس على التونسيين أوو غيرها من الاتهامات وما ساعد على ذلك الامكانيات المادية الكبيرة التي تتحرك بها “عيش تونسي ” وأيضا الوصول الى المعطيات الشخصية للتونسيين وخاصة أرقامهم الهاتفية.
لكن رغم كل ما عرضنا يبقى السؤال قائما: من هي ” عيش تونسي”؟
محمد عبد المؤمن
شارك رأيك