في تدوينة نشرها الأستاذ الجامعي و الأديب التونسي على صفحته الرسمية على الفايسبوك، ذكّّر شكري مبخوت بالجدال الذي طالما افتعله حزب النهضة (الاتجاه الإسلامي في السابق) حول مدى شرعية إتباع مفتي الجمهورية في الأعياد الدينية ومدى توظيف الإسلام السياسيّ في ذلك.
وكتب شكري مبخوت:
” منذ فتحت عينيّ على الأعياد كانت رؤية الهلال مشكلة سنويّة وظّفها الإسلام السياسيّ (الاتجاه الإسلامي ثم النهضة) ضدّ قرار مفتي دولة الكافر بورقيبة.
فتنقسم الجوامع في صلاة العيد صنفين ثم بعد محاصرة النظام لحاملي اللحي و”الأزياء الطائفيّة” صارت صلاة العيد تقام في البطاح وفي الحالات جميعا يفطر بعض التونسيين قبل يوم العيد الرسميّ (عيد بورقيبة هههه).
كنت ارى الاضطراب في العائلة والحيّ قبل أن يبتكر المخلوع (فقهاؤه في الحقيقة) فكرة التعويل على الحساب في تحديد دخول الشهر مع الاستئناس بالرؤية.
وها إنكم ترون تطوّر حزب النهضة في هذه المسألة بعد الثورة فلم يعد يثير هذه المشكلة وأصبح يتبع ما تتفتق عليه قريحة سماحة المفتي.
(عفا الله عما سلف بعد أن “مرّروا” لنا أعيادنا ولكن عليهم أن يعترفوا على الأقلّ بأنهم كانوا يوظّفون الأعياد أيضا لتقسيم المجتمع وفرض رؤيتهم السياسيّة باسم الدين ومنازعة دولة الكفر) ما هو ثابت انّ هذا الأسلوب في اعتماد الرؤية بالعين (وحتى بالاعتماد على بعض الوسائل التكنولوجيّة) يظلّ متخلّفا عمّا اقترجه الكافر بورقيبة من ضرورة اتباع الحساب لأنه أدقّ وأسلم.
هذا هو الفرق بين رؤيتين إلى الدين: حرفيّة لا ترى أبعد من أنوف أصحابها وعقلانيّة تدرج المسائل الدينيّة ضمن تطوّر العصر. في الحالات جميعا عيدكم مبروك.”
شارك رأيك