لقد أقبل العيد بحلته الإيمانية وسماته الروحانية التي تدعو لتعزيز قيم التراحم والتآخي والإحسان والتسامح بين المسلمين ليذكرهم وحدتهم الدينية بعيدا عن التصنيفات السياسية والمناطقية والطائفية وليحيوا أجواء من الصفو التسامح. العيد فرصة لتصفية النفوس والتسامح والتصافح والإقبال على الآخرين بمحبة وود للوصول إلى المجتمع المتحاب المتماسك الذي شبهه الرسول عليه السلام بانه كالجسد الواحد.
الدكتور معراج أحمد معراج الندوي *
العيد فرصة للشكر لكل من ساهم ويساهم في نشر المحبة والخير بين الناس، والعيد مناسبة لإزالة الخلافات وتجاوزها بين البشر، العيد فرصة للتسامح مع الآخرين والتصالح مع الذات، فرصة للتسامح والتآلف والتعاون وتوطين الأنفس ونظافة القلوب من الأحقاد والذنوب ولأن التسامح كلمة جميلة وتحمل معاني أجمل وهو الإحساس بالسلام ونسيان الماضي الأليم وفتح صفحة جديدة.
العفو والتسامح سبيل إلى الجنة مصداقا لقوله تعالى: ﴿سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب المحسنين﴾ (آل عمران 134) العفو والتسامح سبيل إلى العزة. ففي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما نَقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزَّا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله” (رواه مسلم).
إن التسامح والعفو هو الأساس لحياة سعيدة وجميلة خالية من النكد والكدر وعندما يكون الإنسان متسامحا مع الآخرين فهو حتماً سيشعر بالسعادة وسيعيش حياته كلها بسعادة لأن التسامح يمد جسور المحبة والإخاء والرحمة والصفاء وتوطين العلاقات الإنسانية الحميمة وكسب محبة الآخرين وكسر الحواجز التي وضعها التكبر والقسوة والبطش بالآخرين. التسامح سر المحبة والتعاون بين الناس.
التسامح هو أن نشعر بالتعاطف والرحمة والحنان ونحمل كل ذلك في قلوبنا مهم بدا لنا العالم من حولنا .التسامح هو أن تكون مفتوح القلب، وأن لا تشعر بالغضب والمشاعر السلبيه من الشخص الذي أمامك، التسامح هو الشعور بالسلام الداخلي، التسامح أن تعلم أن البشر خطاؤون ولا بأس بخطئهم .التسامح هو أن ننسى الماضي الأليم بكامل إرادتنا إنه القرار بألا نعاني أكثر من ذلك وأن تعالج قلبك وروحك إنه الإختيار ألا تجد قيمة للكره أو الغضب وإنه التخلي عن الرغبة في إيذاء الآخرين بسبب شئ قد حدث في الماضي إنه الرغبة في أن نفتح أعيننا علي مزايا الآخرين بدلا من أن نحاكمهم أو ندينيهم.
التسامح هو أن نشعر بالتعاطف والرحمة والحنان ونحمل كل ذلك في قلوبنا مهم بدا لنا العالم من حولنا. التسامح هو أن تكون مفتوح القلب، وأن لا تشعر بالغضب والمشاعر السلبيه من الشخص الذي أمامك، التسامح هو الشعور بالسلام الداخلي، التسامح أن تعلم أن البشر خطاؤون ولا بأس بخطئهم.
العيد فرصة لتوطين النفس والتسامح. هاهو يوم العيد فرصة ثمينة ومنحة غالية ليعود الرفقاء إلى رشدهم وتتصالح القلوب وتتصافي النفوس وتتسع الصدور ويتسامح المتصارمون ويرجع المتهاجرون وتتناسى الأحقاد.
لقد هذب الإسلام النفس الإنسانية في كافة أحوالها وجعل من العيد فرصة عظيمة للتواصل، وبث روح التسامح، والألفة، والتكامل بين أفراد المجتمع الإسلامي.
إن عيد الفطر المبارك هو مناسبة كريمة للتسامح والتراحم والعفو بين الناس، إنه ينبغي على المسلمين بعد شهر رمضان المبارك أن يحافظوا على القيم والفضائل التي تم إكتسابها في هذا الشهر الكريم يجب على المسلمين في شتي بقاع الأرض إلى بث روح المحبة والمودة ونشر قيم التعاون واحترام الآخر والتركيز على التدين السلوكي الذي يبلور سماحة الإسلام.
إن للعيد له رسالة سامية لتطهير القلب من المشاعر السلبية من بغضاء وأحقاد لتحل محلها المشاعر الإيجابية من محبة ورحمة وأمان، وها هي الفرصة المواتية قد أتت إليها ثم إلى متى سيظل البعض من الناس على خصومة وعداوة وبغضاء فلابد لهذه الخصومة من حد وهذا الحد هو يوم العيد نعم إنه يوم العيد.
إن العيد فرصة يجب إغتنامها علي الوجه الأكمل في التسامح مع النفس ومع الآخرين، والتسامح نصف السعادة، لننعم بفجر جديد، التسامح هو تبادل التهاني المشروعة كقول”تقبل الله” و”عيدكم سعيد”.
* الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها جامعة عالية،كولكاتا-الهند.
شارك رأيك