بعد الضجة التي حصلت جراء ما وجهه عماد الدايمي من اساءة بالغة للشهيد شكري بلعيد وحزب “الوطد” واتهامه بكونه تواطأ مع بن علي عمد الى كتابة اعتذار وصفه بكونه تفسير وتوضيح لما قصده.
وقد كان الدايمي قد أدلى بحوار لصحيفة الوطن تحدث في جزء منه عن شكري بلعيد ونفى عنه النضال بل انه اتهم حزب الوطد بكونه كان على علاقة ببن علي وهادنه وتعامل معه .هذا الموقف اثار غضب الرأي العام وعديد الاحزاب حيث اصدر التيار الشعبي بيانا شديد اللهجة استنكر فيه ما قاله الدايمي واتهمه بكونه يخرب السياسة والأخلاق بطريقة ممنهجة .
الدايمي في رده قال: أعلى درجات النضال أن يدفع الانسان حياته ثمنا لأفكاره وقناعاته .. وبقدر ما غلا الثمن وعلا المصاب بفقدان الشهيد لحياته بقدر ما يعلو قدره بين الناس ويستحق منهم التذكر والتقدير مهما كانت الخلافات معه في حياته ..
شكري بلعيد والحاج محمد البراهمي هما الى اليوم آخر حبات عقد شهداء الوطن من السياسيين (في انتظار معرفة الحقيقة يوما في عدد من حالات الموت الفجئي لعدد من الشخصيات الوطنية خلال السنوات الأخيرة، ومع المقام الرفيع لشهداء المؤسستين الامنية والعسكرية وشهداء الارهاب) .. ومن حقهما على كل التونسيين حسن ذكرهما واحترام ذكراهما ..
من هذا المنطلق أتقدم باعتذاراتي لذكرى الشهيد شكري بلعيد وأهله ورفاقه على ما نُقل عني من اساءة له في حوار صحفي نشر قبل اسبوع تقريبا ..
وأضاف: الحوار كان دردشة سياسية رمضانية في مقهى سجلها الصحفي وصاغها معتمدا على كلامي، واعتمدت بعض الصياغات اسلوب الاثارة والبوز .. ولا الوم الصحفي بقدر ما الوم نفسي لأني قبلت بهذا الشكل من الحوار ..
تحدثت في حواري السياسي عن تقييمي للمرحلة وللفاعلين فيها بدء من عائلتي السياسية وصولا الى الشاهد وحزبه والسبسي وشقوقه ومرورا بالنهضة والجبهة الشعبية.
بخصوص الجبهة الشعبية أكدت عدم انسجام مكوناتها والخلافات التاريخية بينها. وذكرت بتاريخ نضالي مشترك ضد الدكتاتورية جمعنا بحزب العمال في حركة 18 اكتوبر وبصداقات اعتز بها داخل هذا الحزب الذي وضع الايديولوجيا جانبا لسنوات طويلة قبل الثورة في النضال المشترك ضد الدكتاتورية، في الوقت الذي تموقع فيه “الوطد” في تحالف موضوعي مع بن علي ومنظومته بسبب تغليب الايديولوجيا .. أقحم محاوري اسم الشهيد بلعيد في الحوار باعتباره من رموز الوطد فقلت أن موقفه كان موقف الوطد كمعطى تاريخي مؤكدا على كل الاحترام له كشهيد من شهداء الوطن ..
وتابع: أصر طبعا على تقييمي السياسي لدور الوطد في تلك المرحلة دون الاضطرار لذكر الحكايات والشهادات المثيرة والمحرجة التي سمعتها من رفاق يساريين بخصوص تورط وتواطئ بعض وجوه هذا التيار مع منظومة الدكتاتورية .. وتمنيت أن أقرأ لقيادات هذا التيار قراءة نقدية لتجربتهم وخياراتهم في فترة ما قبل الثورة..
كتبت هذه الكلمات من منطلق الواجب لا خوفا ولا طمعا .. ولا تأثرا بالحملة السخيفة التي أطلقها بعض التافهين من مرضى الايديولوجيا وبعض جيوب تيار العمالة لمنظومة بن علي في عدد من منابر الاعلام ..
الحمد لله على نعمة التاريخ النظيف .. ليس لدي ما اخفي .. ولم افسخ يوما مجرد فقرة من نص كتبته طيلة سنوات نشاطي في الشأن العام .. اواجه بوجه مكشوف وبشرف .. ولدي الشحاعة الاديية للاعتذار عند الخطأ ..
ولا عزاء للجبناء .. تجار دم الشهداء ..
شارك رأيك