رغم أن نتائج عمليات سبر الآراء ليست دقيقة مائة بالمائة ومحكومة أحيانا بحسابات مصلحية أو مؤثرات منها المادي وغيره إلا أنها تبقى مؤشرا يقرب الصورة الواقعية والحقيقية عن المشهد السياسي. وأرقام النهضة بدأت تنزل إلى مستويات بدأت تقلق الحركة الإسلامية في تونس.
بقلم محمد عبد المؤمن
اليوم لم تعد إستطلاعات الرأي هي المؤشر الوحيد بل هناك المواقف التي ترصد في موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك باعتباره الأكثر رواجا واستخداما في تونس.
المؤشر الآخر المهم هو الشارع ذاته أي رصد مواقف الرأي العام من خلال المواقف العامة التي تطرح لأنها في نهاية المطاف تعكس موقفا جمعيا يمكن رسم صورة من خلاله لموازين القوى السياسية.
تخوفات حركة النهضة أمام تحولات المشهد السياسي
بالنسبة للنهضة فإنها ككل الأحزاب بدأت تشعر بمخاوف جدية من إنتخابات 2019 مع خلاف وحيد مع بقية الأحزاب وهي أنها كانت شبه مطمئنة في الإنتخابات الماضية كون نسبة ال30 بالمائة مضمونة. أكثر قليلا أو أقل قليلا لكنها ثابتة. أما اليوم فهذه النسبة لم تعد مضمونة بالمرة لأن المؤشرات التي ذكرناها توحي كون الموازين تغيرت بشكل كبير وأن هناك شعورا جماعيا بنية العقاب لكل الأحزاب بما في ذلك النهضة التي لم تعد قادرة على التصرف كونها لا تحكم ولا تتحمل مسؤولية الفشل باعتبار أن الحزب الحاكم المفترض هو النداء فهذا الحزب تفكك وانتهى أو يكاد ولم يعد له وزن كبير والكل يدرك أن وزن النهضة خاصة في مجلس نواب الشعب يجعلها هي المسؤولة الأولى وهي التي تتحمل المسؤولية بدرجة أكبر.
لكن مخاوف النهضة لم تعد مقتصرة على أن تكون من حزب منافس فقط بل من المستقلين وأيضا من تراجع خزانها الإنتخابي فنسبة من سيصوتون لها مهما كان أداؤها لن تكون في جميع الحالات ال30 بالمائة كنسبة مضمونة كما في السابق بل المؤشرات تشير كونها تراجعت نحو أكثر من بديل وقد تنزل هذه النسبة إلى النصف أي 15 بالمائة. وهذا السيناريو غير مستبعد بالمرة مع ظهور قوى جديدة فاعلة سواء من داخل أو من خارج المنظومة السياسية لما بعد ثورة 2011.
شارك رأيك