اليوم 26 جوان هو اليوم العالمي للأمم المتحدة لمساندة ضحايا التعذيب الذي يقام كل عام بغاية التشهير بجرائم التعذيب وتقديم الدعم والتكريم لضحاياه والناجيين من جبروته.
بقلم فتحي الهمامي *
و قد اختارت الجمعية العامة هذا اليوم لسببين : أولاً، فى 26 جوان 1945، تم التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة وهو أول صك دولى يلزم أعضاء الأمم المتحدة باحترام حقوق الانسان. و ثانيا، في 26 جوان 1987، تم البدء في تنفيذ إتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللإإنسانية أو المهينة.
وبقصد ب”التعذيب’’ أي عمل ينتج عنه ألم أوعذاب شديد، جسدياً كان أم عقلياً، يلحق عمداً بشخص ما بقصد الحصول من هذا الشخص، أو من شخص ثالث، على معلومات أو على إعتراف، أو معاقبته على عمل إرتكبه أو يشتبه في أنه إرتكبه، – هو أو شخص ثالث – أو تخويفه أو إرغامه – هو أو أي شخص ثالث – أو عندما يلحق مثل هذا الألم أو العذاب لأي سبب من الأسباب يقوم على التمييز أيا كان نوعه، أو يحرض عليه أو يوافق عليه أو يسكت عنه موظف رسمي أو أي شخص آخر يتصرف بصفته الرسمية. (“إتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”).
تجذر ثقافة العنف وتبخيس حرمة الجسد
والتعذيب جريمة بموجب القانون الدولى، وهو محظور تماماً وفق جميع الصكوك ذات الصلة، ولا يمكن تبريره فى ظل أية ظروف، و يعد أيضا جريمة بموجب دستور و قوانين البلاد التونسية.
و لكن واقع الحال في بلادنا – رغم ما تشهده من تحولات سياسية و إجتماعية أفرزتها ثورة الحرية و الكرامة – مازال يشير إلى تواصل التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية أو المهينة.
إذ مازلنا نعاين – للأسف – ممارسات مهينة للكرامة الإنسانية وانتهاكات للحرمة الجسدية، لعل من أسبابها تمادي حالة الافلات من العقاب و تجذر ثقافة العنف في مجتمعنا وتبخيس حرمة الجسد و تعدي على قدسيته.
فلنقاوم جميعا آفة التعذيب لنضع حدا لها…
* عضو الهيئة المديرة السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :
شارك رأيك