مرة أخرى عاود الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي التهجّم غير المبرر و الملفت للإنتباه على الجزائر و إعتبرها هي العائق الكبير أمام محاولات إحياء الإتحاد المغاربي.و أكثر المرزوقي في الآونة الأخيرة و منذ سقوط نظام الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة في توجيه سهام الإتهام و النقد اللاذع و الجارح للجزائر.
و قال المرزوقي،في مقابلة مصورة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية ،إنه خلال فترة رئاسته كان النظام الجزائري يرفض فتح الحدود البرية المغلقة مع المغرب منذ سنة 1994، متمنيًا أن يؤدي الحراك الجزائري إلى إحياء الاتحاد المغاربي.
واتهم المرزوقي رموز النظام السابق في الجزائر، بدعم نظام بن علي وقال “القادة الجزائريون الذي سقطوا أو الذين يوجدون في السجن، كانوا خائفين جدًا من الثورة في تونس. كانوا ينظرون إلى الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا وبداية مكافحة الفساد بأعين سلبية للغاية، لقد دعموا النظام السابق بشكل مباشر وغير مباشر، لكن ما كانوا يخشونه أي العدوى التونسية، وصل أخيرا إلى وطنهم”.
المرزوقي،عاد للحديث عن فترة إدارته لشؤون تونس –من 2011 حتى 2014-،وقال مؤسس حزب “حراك تونس الإرادة” إن “مستقبل تونس في الفضاء المغاربي…”،مضيفًا” قمت بجولة خلال سنة 2012، في عواصم الدول المغاربية في محاولة للتقريب بين مواقف المغرب والجزائر فيما يخض مسألة قضية الحدود المغلقة، والتي تعتبر قضية مضرة بالشعوب وبدول المنطقة، لكن الرفض كان يأتي دائما من القادة الجزائريين”.
وأكد المرزوقي أن الحراك الجزائري الحالي، “لن يكون مجرد “درع” للتغيرات المستقبلية في تونس، “بعد إغلاق قوس الثورة المضادة” لكنه سيساعد أيضا في إحياء مشروع المغرب الكبير. الذي تطالب به الشعوب المغاربية”.
و وصف المرزوقي “التونسيين الذين ثاروا على نظام زين العابدين بن علي سنة 2011، بــ”السُذج” بقبولهم بالانتقال عن طريق التحالف مع النظام القديم،عكس الجزائريين الذين-في إعتقاده- لن يقبلوا باستمرار النظام، وهو ما سيجعل بحسب كلامه “التقارب مع المغرب ممكنًا”، مما سيزيل العقبة الرئيسية أمام خلق سوق اقتصادي كبير يجمع أكثر من 100 مليون نسمة، متوقعًا أن تلعب تونس دورًا مهما في أي تقارب مغربي جزائري.
لكن المرزوقي عبّر عن مخاوفه من تدخل “دول محور الشر” والتي يقصد بها السعودية ومصر والإمارات، في الشأن الداخلي للجزائر من أجل ضرب الحراك الجزائري المستمر منذ 22 فيفري الماضي، وقال “أنا متأكد من أنه ستكون هناك هزة من المنطقة المغاربية ضد المشرق” وتابع أن “المغرب العربي لديه ما يكفي من تدخل قوى الشرق الأوسط التي تعمل على تصدير الفوضى”.وأضاف للوكالة الروسية أن الإمارات العربية المتحدة تبذل جهودها من أجل “كسر” الثورات العربية، سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا أو مصر أو حتى تونس.
من الجزائر:عمّــــار قـــردود
شارك رأيك