لم يكن الحضور الجماهيري الكبير مفاجئا في سهرة الفنان الجزائري سولكينغ ليلة الأحد 21 جويلية 2019 في المسرح الروماني بقرطاج ضمن فعاليات الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي، فهو حاليا من نجوم الصف الأول في أوروبا والمغرب العربي.
يقدم سولكينغ الراي ممزوجا بالريغي والهيب هوب والسول. وجمهوره في تونس يتابع مسيرته باهتمام، وينتظر جديده، ويحب أغانيه والدليل أنه يتصدر الترتيب. على اليوتيوب في كل إصدار جديد له
إزدحام شديد، صفوف طويلة، وجمهور متنوع من الشباب والأطفال والكهول أيضا. وساعات من الإنتظار خففها الجمهور بالغناء والتصفيق والهتافات.
في العاشرة إلا عشر دقائق كان كل شيء جاهزا لليلة استثنائية بحضور السيد يوسف الشاهد، رئيس الحكومة، والدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية.
وفي العاشرة ليلا، وكما هو معمول به في حفلات النجوم، أطل دي جي ليحمس الجمهور في فقرة دامت عشرين دقيقة اهتزت خلالها المدارج رقصا وهتافات على إيقاع أشهر الأغاني العالمية “تاكي تاكي”، “أو جاجا”، “ميغانا”، إضافة إلى أغاني الراب التونسية وأهمها “يا ليلي” لبلطي وحمودة التي حققت ما يزيد عن 600 مليون مشاهدة على اليوتيوب.
وجود دي جي في سهرات النجوم حركة الهدف منها إعداد الجمهور لاستقبال النجم. وإن كانت مدارج المسرح الروماني بقرطاج في حالة كبيرة من الحماس ولم تكن في حاجة إلى “دخلة” الدي جي التي أفقدتها صبرها انتظارا لسولكينغ الذي لم يتأخر أكثر.
ظهر على إيقاع أغنيته “ميلانو”، حوله فريقه ويرافقه في الغناء جمال وهو أحد أعضاء مجموعته القديمة Africa Jungle. فوجئ الفنان الجزائري بالجمهور يرافقه في الغناء بكل تمكن من “Favela”، إلى “Youv” ومختلف الأغاني التي قدمها في راديو روك ستار وصنعت مجده بفري ستايل “Guérilla”.
بعد الفقرة الأولى، غادر سولكينغ لخمس دقائق قضاها الدي جي في تقديم مقاطع مدمجة في بعضها البعض من أغان تونسية: “اللمو اللمو”، “الصبابة”، “ما دايم والو”، قبل أن يعود سولكينغ إلى الركح ليواصل سهرته ب”Mi amigo”، و”Guérilla” التي أعادها بطلب من الجمهور متبوعة بواحدة من أكثر أغانيه شهرة أيضا “داليدا”، ثم “Adios” ولم يحرم جمهوره من جديده: “Liberté” وهي featuring مع مجموعة أولاد البهجة وتزامن صدورها مع التحركات الشعبية الجزائرية فكانت نشيد الشارع الجزائري خلال الأشهر الأخيرة. كما قدم أيضا “Espérance” وهي آخر ما أصدره منذ أسبوعين فقط وبدا مندهشا ومبتهجا بتفاعل الجمهور الذي ردد معه الأغنية.
انتهت السهرة ب”Zemer” ليعيد مقطعا من “ميلانو” تماما مثلما استهل حفله. وفي حركة لطيفة ومعبرة تسلم سولكينغ باقة وروده من اللاعب الجزائري في الترجي الرياضي التونسي الطيب مزياني تقديرا وتحية للمنتخب الجزائري بعد حصوله على كأس إفريقيا للأمم.
سولكينغ فنان يسير بخطى كبيرة نحو العالمية، يشهد له الشاب خالد بالتميز والتفوق على جميع الفنانين الجزائريين في هذه الفترة. يعمل بجدية على موسيقاه وحضوره على الركح قوي فهو في الأصل راقص ورياضي وعازف أيضا على “الباطري” وهذه كلها مجتمعة صنعت منه فنانا إستثنائيا يحسن التواصل مع جمهوره، مدرك لقيمة المهرجان الذي يغني فيه وأهمية ركحه، فقدم لجمهوره ما يليق به.
بلاغ.
شارك رأيك