بدأ العد التنازلي للإنتخابات الرئاسية بعد تثبيت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات موعدها النهائي يوم 15 سبتمبر 2019 بإعلان حوالي 10 شخصيات وطنية ترشحها للسباق. والبقية تأتي…
بقلم سنيا البرينصي
ويكتسي الرهان الإنتخابي الرئاسي أهمية بالغة لدى مختلف الأحزاب السياسية والفعاليات الوطنية والشركاء الخارجيين لتونس، خاصة إثر وفاة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي أجمع معارضوه قبل مؤيديه على قيمة الدور الوطني الذي لعبه منذ ظهوره في المشهد السياسي عقب أحداث 14 جانفي 2011 في تجميع التونسيين وإنجاح الإنتقال الديمقراطي بإجراء أول إنتخابات ديمقراطية في تاريخ البلاد بشهادة العالم.
ولئن أعلنت شخصيات وطنية ترشحها للإنتخابات الرئاسية ، فإن أخرى لم تعلن بعد رسميا عن ترشحها، على غرار وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي الذي قام عدد من نواب البرلمان بتزكيته، إضافة إلى انطلاق حملة واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي لمناشدته، وكذلك الأمر بالنسبة لرئيس الحكومة يوسف الشاهد الذي كشف، في تصريح إعلامي أمس الأربعاء 31 جويلية، أنه لا يفكر حاليا في الترشح للرئاسة، في حين أعلن لاحقا الأمين العام لحزب تحيا تونس سليم العزابي أن الشاهد مرشح الحزب لهذا الإستحقاق. ويبدو أن الموقف لم يحسم بعد داخل تحيا تونس حول هذه النقطة.
وفي سياق متصل، من المنتظر أن تعلن مديرة الديوان الرئاسي سابقا سلمى اللومي الرقيق ورئيسة حزب الأمل حاليا ترشحها للإنتخابات الرئاسية، علما وأن اجتماعا سيعقده الحزب غدا الجمعة 2 أوت للنظر في الموضوع.
وفي الإطار ذاته، يجتمع مجلس شورى حركة النهضة، غدا الجمعة، للحسم في مرشحه للإنتخابات الرئاسية. وقد أكد ذلك رئيس كتلة حركة النهضة بمجلس الشعب، نور الدين البحيري، في اتصال مع “أنباء تونس” اليوم. وأكد البحيري أن الحسم في مسألة مرشح حركة النهضة للرئاسة ليس سهلا لأن الأمر يهم مستقبل البلاد والمصلحة الوطنية، موضحا أن النهضة قد تختار مرشحا من بين قياداتها أو من خارجها.
هذه مواصفات رئيس الجمهورية والموجود لا يرتقي إلى المنشود
وعن مواصفات رئيس الجمهورية المقبل، أكد البحيري أنه يجب أن يكون رئيسا لكل التونسيين وأن يطبق الدستور ويحمي السيادة الوطنية ويساهم في حلحلة مشاكل التونسيين.
ويرى مراقبون أن حركة النهضة لم تفصح بعد عن مرشحها إلى حد الان بالنظر إلى عدم توصل قياداتها لحسم مسألة إختيار مرشحهم هل هو من داخل الحركة أو من خارجها.
ومن الثابت أن الحركة التي ستحسم الأمر خلال إجتماع مجلس الشورى المنتظر عقده، غدا الجمعة، ستجد نفسها بين خيارين لا ثالث لهما إما مساندة شخصية وطنية تراها مقربة منها، وعلى رأسها عبد الكريم الزبيدي ويوسف الشاهد، أو ترشيح قياديها عبد الفتاح مورو، رئيس مجلس الشعب المؤقت، لمنصب رئيس الجمهورية، دون نسيان احتمال ثالث، وإن يبدو ضعيفا، وهو ترشيح شخصية نهضوية من الصف الثالث وغير معروفة لدى الرأي العام تحت غطاء “الإستقلالية”.
في المقابل، أعلن نداء تونس، عقب اجتماع مكتبه السياسي الموسع، أمس الأربعاء 31 جويلية، أنه قرر المشاركة في الإنتخابات الرئاسية على أن تكون الأولوية لأبناء الحركة، أو لمن هو من المقربين جدا من الحزب ومن الرئيس المؤسس الباجي قائد السبسي، شريطة ألا يكون منتميا لأي حزب كان وأن يترشح باسم النداء ويحمل رايته وراية الباجي قائد السبسي.
كما قرر نداء تونس التفويض لقيادات الحركة للاختيار والتفاوض من أجل المشاركة في الإنتخابات الرئاسية.
ولعله من الثابت، أو بالأحرى من الموضوعي، أن نداء تونس يتجه إلى دعم شخصية وطنية مقربة من الحزب، وخاصة من الرئيس المؤسس، على غرار عبد الكريم الزبيدي، خاصة وأن النداء في نسخته الحالية لا يحتكم على أي شخصية داخلية مؤهلة لخوض استحقاق الإنتخابات الرئاسية بعد أن خسر تقريبا كل قياداته المؤسسة وذات الوزن السياسي خلال السنوات الأخيرة، وخاصة عقب انفجاره الداخلي خلال مؤتمر المنستير منذ أشهر.
السباق إلى قرطاج لن يحسم في دوره الأول
أما عن إمكانية حسم السباق الإنتخابي في دوره الأول، فأكد الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي، في تصريح ل “أنباء تونس”، أن هذه المسألة مستحيلة لأنه لا أحد من المترشحين يمكنه الحصول على نسبة 51 بالمائة من الأصوات، أضف إلى ذلك الضيق الزمني لفترة الحملات الإنتخابية والإستعجال في ضبط الرزنامة الخاصة بكل مترشح مما يفقد المترشحين القدرة على إقناع الناخبين في ظل الظروف انفة الذكر.
كما أكد الشواشي أن المشهد الإنتخابي الحالي مرتبك ومشوش، مضيفا أنه لا يوجد حتى الان أي توافق أو اجماع من التونسيين على شخصية وطنية معينة لتولي منصب رئيس الجمهورية.
القروي متهرب ضريبي والمرزوقي فاشل وسعيد لا يؤمن بالديمقراطية وعن الجبالي حدث ولا حرج
وعن تقييمه للأسماء التي أعلنت ترشحها حتى الان ، قال الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي إنها تتراوح بين مترشح منتظر تقف خلفه الة “ماكينة” تحركت مؤخرا من أجل مناشدته، في إشارة إلى وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، ومترشح اخر منتظر أيضا أثبت فشله وهو في سدة الحكم، في إشارة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
أما بخصوص الذين أعلنوا رسميا عن ترشحهم، فقال الشواشي إن رئيس حزب “قلب الأسد” نبيل القروي متهرب ضريبي واصفا إياه ب”المافيا”، مضيفا أن القروي محل تتبع قضائي ومتمرد على القضاء و”الهايكا” ، كما أنه سخر قناته التلفزية للإشهار السياسي وتقف خلفه أطراف أجنبية وتدعمه بالمال.
وأضاف الشواشي أن رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي الذي يعد صديقا للقروي سخر من هذا الأخير عندما علم بخبر ترشحه للرئاسة.
أما بخصوص الرئيس المؤقت السابق منصف المرزوقي، فاعتبر الشواشي أنه أيضا فاشل وتجاوزه الزمن.
أما عن رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب البديل مهدي جمعة، فقال الشواشي إنه جرب لمدة 11 شهرا وفشل حتى في تصريف الأعمال، كما أن نسبة المديونية ارتفعت بحدة خلال حكمه.
وعن رئيس الحكومة الأسبق عن حركة النهضة حمادي الجبالي، أجاب الشواشي بقوله: “عن الجبالي حدث ولا حرج”، مضيفا أن هذا الأخير فقد رصيده في حركة النهضة وفي البلاد.
وعن أستاذ القانون الدستوري قيس سعيد، أكد الشواشي أنه مترشح فلكلوري، ولم ينتخب مرة في حياته، كما أنه لا يؤمن بالديمقراطية.
وشدد الشواشي على أن رئيس الجمهورية المقبل يجب أن تتوفر فيه شروط معينة أبرزها أن يكون أفضل من رئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي وأن يكون قادرا على إقناع التونسيين، وأن يكون ابن عصره وشخصية مبدعة في برامجها الإنتخابية وفي اليات تطبيقها، كما يجب أن يحترم الدستور والقوانين ويلعب دور الحكم لحلحة الأزمات ويعيد هيبة الدولة التونسية إلى مسارها الصحيح.
شارك رأيك