ونحن نقترب من الإنتخابات الرئاسية والتشريعية على التونسيين والتونسيات ألا ينسو ما عاشوه من رعب وفساد وتدمير للدولة تحت حكم حركة النهضة وعصابة الإخوان المسلمين تحت إمرة بلدان خليجية تريد شرا بتونس.
بقلم أحمد الحباسي *
ساءني ما تفوه به السيد رفيق عبد السلام بوشلاكة صهر رئيس حركة النهضة و وزير الخارجية السابق في حكومة “الترويكا” سيئة الذكر الذي ذاع صيته في قضية “الهيلتون غايت” أو قضية “مليار المعونة الصينية” المتبخرة في جيب الوزير و المقربين منه كما تشير بعض الإتهامات، والقضية المرفوعة ضده حول هذه المسألة ضاعت في غياهب القضاء المستقل جدا أو “قضاء نور الدين البحيري” كما يسمى عادة نسبة لوزير العدل الإسلامي السابق…
تحدث الرجل في أحدث طلعاته الإعلامية عن الخير و الخنار الذي عاش فيه هذا الشعب زمن حكم الإخوان أو ما سمى بحكم “الترويكا”.
قال الوزير السابق، الذي كان مثار سخرية المتابعين في تلك الفترة نظرا لجهله الحالك بأبجديات السياسة الخارجية، أن فترة حكم المرشد هي أعز الفترات التي مرت على هذه البلاد وأنها تميزت فيما تميزت بالحريات والرخاء الإقتصادي و الهدوء الأمني… إلى غير ذلك من الروايات الهزلية التي تعودنا عليها من أفواه قيادات حركة النهضة ومن والاها في الحكم في تلك الفترة.
طبعا سيادة الوزير السابق قال ما قال من باب الفذلكة والدعابة السوداء التي يفلح فيها الإخوان منذ نعومة أظافرهم لأن الواقع كما عشناه من كبيرنا إلى صغيرنا كان مختلفا من الألف إلى الياء، و لعل الجميع اليوم يرفعون أكفهم إلى الله في هذه العواشر أن لا يعيدها على هذا البلد المنكوب.
تحت حكم حركة النهضة كانت تونس سجنا كبيرا و مساحة للترويع والقتل
ربما كانت هناك تجاوزات في عهد الرئيس زين العابدين بن على لكنها كانت تحدث في حدود ضيقة نسبيا لكن في عهد حكومة النهضة وأتباعها المشلولين من حزبي السيدان مصطفى بن جعفر و محمد المرزوقي باتت أكثر اتساعا وكل معارضة تقابل بالعنف المفرط والأذى الجسيم بل القتل بدم بارد، بحيث تتم المذبحة تلو الأخرى و يتم اعتقال من تشاء الحركة أن يتم اعتقاله وكيفما تشاء في حين تفض الندوات والتظاهرات بعنف مفرط وتتم مطاردة الصحافيين وترويعهم بالكتابة على جدران منازلهم، تماما كما يتم مع أعوان المؤسستين العسكرية والأمنية أو من سموهم بالطواغيت.
لقد تبدل حال البلاد تحت حكم حركة النهضة حيث أضحت سجنا كبيرا ومساحة مظلمة تمارس فيها الإغتيالات و التفجيرات وحرق مقامات الأولياء الصالحين ولعل المؤلم حقا أن الشعب لم يفق من صدمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد الذي اقتنصه رصاص الغدر التابع للجهاز السري لحركة النهضة كما جاء في التحقيق مع الإرهابي مصطفى خذر حتى سالت الدماء الطاهرة من جديد في اغتيال الشهيد الحاج محمد البراهمى دون أن ترفع حكومتي السيدان حمادي الجبالى و على العريض يدها للقبض على الجناة وتقديمهم لقصاص العدالة التي فخخخها وزير العدل نور الدين البحيرى بقضاة محل شبهة لا تزال عالقة إلى حد الساعة.
لقد خرج علينا في تلك الفترة التي لحقت إصابة المئات من المواطنين برصاص الرش في ولاية سليانة رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي الذي قدم ترشحه للرئاسة هذا الأسبوع بكل صفاقة لا ليتحمل المسؤولية والإعتذار على ذلك التعدي الأمني السافر بل لتحميل قوى المعارضة و آلاف العاطلين المتظاهرين مسؤولية سقوط الجرحى متخليا كالعادة عن مسؤوليته كرئيس حكومة وكرجل دولة في حفظ الأمن و تأمين الحرمة الجسدية للمواطنين.
النهضة تخرج من الباب لتعود من النافذة مدججة بأطنان من الكذب والنفاق والمخاتلة
لقد تحدث انذاك رئيس الحكومة و مثله وزير داخليته السيد علي العريض في تعليق وتفسير لما حدث ناسبين المسؤولية فيما حدث لمندسين، مما زاد في حنق وغضب المتضررين وأهاليهم، لأن الجميع كان يرى في مثل ذلك الخطاب مثارا للغثيان، إذ لم يعد مقبولا أن تعزو حكومة النهضة كل الجرائم التي ترتكبها ميليشيات ما سمى بروابط حماية الثورة التابعة لها أو ترتكبها قوات الأمن المخترقة إلى مندسين دون أن تنجح الحكومة في القبض على مندس واحد.
لقد بات واضحا وجليا أن لحكومة النهضة وأخواتها أجندة مشبوهة تقوم بتنفيذها بالإنابة عن دولة خليجية معروفة تتمثل في إجهاض الثورة تماما وإفراغها من مطالبها وأهدافها.
صحيح أن حركة النهضة سقطت بعد سيلان دم التونسيين و إن خرجت من الباب لتسارع بالعودة مجددا من النافذة مدججة بأطنان من الكذب والنفاق والمخاتلة. لكننا نقف اليوم للتحذير من إعادة الخطأ الإنتخابي خاصة بعد أن تبين
الخيط الأبيض من الخيط الأسود حتى لا يأتي يوم و نقول لكم: موش قلنا لكم ؟
* محلل سياسي.
شارك رأيك