يجب ان يكون شعارنا اليوم كمسلمين التخلي عن كل ما يعوق الفكر الحر والعمل الجاد واستعمال العقل والإبتعاد عن التخاريف التى لا تصنع المجتمعات المتحضرة والمتقدمة وأن نحاكى غيرنا فى التقدم والإزدهار كما كنا عبر التاريخ.
بقلم صلاح الدين العلانى
الغرب تعلم من تاريخه وقام بإصلاح كل ما يتعلق بحاضره ومستقبله ابتداءا من التفريق بين السياسة والدين ثم بدأ العمل فى كل الإتجاهات فبادر بحرية المعتقد والفكر ثم قام بزرع الديمقراطية داخل البيوت وخارجها وأسس لحكم أساسه الشعب وصناديق الإقتراع النزيهة التى تعبر عن إرادة شعوبها وأقوى دليل على ذلك صعود رئيس جمهورية أمريكا التى ترجع أصوله إلى إفريقيا ثم قاموا بإعداد التعليم الذى يواكب العصر من علوم وتكنولوجيا وبحوث يستفيد منها المجتمع حيث أنتجت صناعات أبهرت العالم وسهلت طرق عيش المواطن وكانت هذه تهم كافة الميادين الفكرية والثقافية والحياتية والفلاحية وحتى الخاصة بالترفيه وساهموا بقسط كبير ومبهر فى حضارة العالم وتقدمه كما ساهموا فى الرفع من خيرات بلادهم إقتصاديا وما ليا وتم انعكاس هذه الخيرات على السلم الإجتماعى لديهم خاصة فى الميادين التى تمس مصلحة المواطن كالصحة والتعليم والحد من الفوارق الإجتماعية.
زرع فكرة المواطنة وحب العمل لفائدة المجموعة
ولا ننسى زرع في هذا الصدد فكرة المواطنة وحب العمل لفائدة المجموعة ثم الرهان على المستقبل الأفضل الذى يستفيد منه الجميع وخاصة حب الإمتياز ولم يكن فى اختياراتهم فى يوم من الأيام أن يقوموا بجبر المواطن على لباس معين بل تركوا حرية الناس فى اختيار ما يرونه صالحا لحياتهم الخاصة ولا دخل لأحزابهم اولحكوما تهم فى حياة الإنسان الخاصة به وهذا هو التقدم الحضارى الذى ساهموا فى صنعه لرفاهيتهم واشتراك كل العالم فيه وأخيرا أقول بأن نزاهة القضاء لديهم كانت تمثل العدالة فى منتهى شفافيتها وحيادها.
فى المقابل أسأل هل تعلمنا نحن كشعوب عربية وإسلامية من تجربة الشعوب المتقدمة والواضح والجلى أننا أصبحنا مستهلكين ومنتقدين فى ان واحد مستهلكين لكل إنتاجاتهم بجميع أنواعها ومنتقدين لمعتقداتهم ولتصرفاتهم وأصبحنا نعمل على عكس ما قاموا به من إصلاحا ت وهو أننا قمنا بخلط الدين بالسياسة وأصبح الشعار “الإسلام هو الحل” ولم نساهم فى الإنتاج الصناعى والفكري والتكنولوجي وأصبحنا نستهلك ولا ننتج حتى فى الميدان الغذائى وأصبحت بعض الشعوب تنادى بان يكون مكان النساء البيت وأن نقوم بإلزامهن بلباس خاص وهو إما الحجاب او النقاب.
“يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين”
هذا بخصوص المراة أما بخصوص الرجل فهو إطلاق اللحى والتسوك بعود الأراك بدلا من معجون الأسنان والتحية بالسلام عليكم مع أننا ساهمنا باسم الإسلام فى 41 الف عملية إنتحارية عبر السنوات الأخيرة ويوميا الموت بالعراق للعشرات والموت كذلك بسوريا واليمن والسودان وشعار السلام يخالف الواقع خاصة إذا علمنا بأن بالجزائر مات فيها حوالى 220 ألف بمفهوم إسلامى متطرف لأن المسلم يقتل أخاه المسلم “أما ان تكون معى وإلا فأنت كافر يجب قتلك” وأصبح المفهوم للحرية والديمقراطية هو أن تكون معى بدون مناقشة.
وأخيرا أقول متى نفهم معنى الاية القرانية من سورة الحشر “يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار” (صدق الله العظيم).
وفى النهاية متى نفهم بأننا يجب أن نكون فى سباق مع الزمن وكما ساهمنا سابقا عندما كنا تاريخيا أصحاب حضارة وتقدم.
ومن هذا المنطلق يجب ان يكون شعارنا اليوم العمل واستعمال العقل والإبتعاد عن التخاريف التى لا تصنع المجتمعات المتحضرة والمتقدمة وأن نحاكى غيرنا فى التقدم والإزدهار كما كنا عبر التاريخ.
كاتب وباحث تونسي.
مقال لنفس الكاتب بأنباء تونس :
شارك رأيك