نشر المحامي و القاضي الاداري و كاتب الدولة السابق في حكومة مهدي جمعة و القاضي الاداري عبد الرزاق بن خليفة اليوم الاثنين 26 اوت 2019 تدوينة على حسابه الشخصي على شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك،منتقدا اضراب البريد و معتبرا ان اضراب البريد ” موش في وقته حتى من وجهة نظر مصالح البريديين.”
و اشار كاتب الدولة السابق ان الاحتجاجات اصبحت تثير سخط التونسيين و ان تعلق الامر بمحاولة النقابة اقتناص سخاء رئيس الحكومة في هذه الفترة مضيفا :”وحتى لو فرضنا ان النقابة ارادت ان تقتنص “سخاء” رئيس الحكومة مع عديد المواضيع الهامة مثل السياب في صفاقس وقرارات شعبية اخرى…فإن الاضرابات اصبحت تثير سخط طائفة كبيرة من التونسيين.”
كما لم ينفي بن خليفة احقية البريين المشروعة في الاضراب قائلا : ” هذا لا يعني ان ليس للبريديين مطالب مشروعة” خاصة مع تردي الاوضاع التي يعانونها حسب تعبيره.
فيما يلي نص التدوينة
اعتقد ان اضراب البريد موش في وقته حتى من وجهة نظر مصالح البريديين .. موش في وقته لان الحكومة في مرحلة تصريف اعمال واغلب وزرائها في حملة انتخابية وبدون رئيس حكومة…ولا وجود لمن سيخذ القرار..فضلا عن تزامنه مع التحضير للعودة المدرسية… موش في وقته لان كل حكومة وهي في اخر عهدتها تتصرف حسب مقولة ” انا الغريق وما خوفي من البلل”…فهي لا تخشى على مستقبلها…. وحتى لو فرضنا ان النقابة ارادت ان تقتنص “سخاء” رئيس الحكومة مع عديد المواضيع الهامة مثل السياب في صفاقس وقرارات شعبية اخرى…فإن الاضرابات اصبحت تثير سخط طائفة كبيرة من التونسيين…وبالتالي ليس من المرجح انه كان سيستغل الفرصة لاتخاذ قرارات شعبية لمصلحة البريديين… هذا لا يعني ان ليس للبريديين مطالب مشروعة…فهي مهنة شاقة بسبب العلاقة المباشرة مع المواطنين ولكن خاصة بالنظر لما يعانيه البريديون من اخطاء تصرف ترتكب بسبب عدم توفر الامكانيات وظروف العمل اللائقة للبريديين فتجد العديد منهم عرضة للسجن او الطرد بسبب اخطاء في القباضات البريدية جانب منها ارادي وجانب كبير منها لا ارادي… مؤسسة مالية كالبريد …لا تجد عناء في ملاحظة حالة الفقر التي يعاني منها اعوانها حتى من خلال الهندام…ومستوى العيش الذي يعيشه البريدي…رغم ان البريد التونسي مصنف الاول عربيا وافريقيا واختاره الاتحاد البريدي العالمي مؤسسة نموذجية وهو ايضا من المؤسسات النادرة في تونس التي تحقق ارباحا…ونفقاتها اقل من مداخيلها بكثير ولا يتحصل البريد التونسي خلافا للمؤسسات الحكومية الاخرى على اي دعم من ميزانية الدولة … اتمنى ان يعود البريديون…الى سالف عملهم انهم يعيلون الملايين من متساكني الارياف والاف المتقاعدين واصحاب جرايات الشيخوخة والمتمتعين بمنح العائلات المعوزة.والفاقدة للسند…وعملة الحضائر…الغلابة… هؤلاء هم اكثر من يعاني من مخلفات الاضراب… البريديون في حاجة ايضا الى مراجعة اوضاعهم…ولكن بشيء من الحكمة…والواقعي
ه.غ.
شارك رأيك