في إطار مركز تونس الدولي للسياسات الثقافية، أشرف وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين صباح الخميس 29 أوت 2019، بحضور عدد من المثقفين وممثلين للوزارات وللمجتمع المدني، على انعقاد أول مجلس وطني للثقافة.
وأشار الوزير في كلمته الافتتاحية، إلى أن الغاية من هذا المجلس، الذي سينعقد بصفة دورية، هو مواصلة مسيرة الاصلاح الثقافي التي اعتمدتها وزارة الشؤون الثقافية منذ 3 سنوات إلى اليوم، بالشراكة بين ممثلي الوزارة وممثلين عن جهات ثقافية رسمية وفاعلة في الساحة الثقافية التونسية.
وذكر الوزير، بالأهداف الاستراتيجية التي تعمل وفقها الوزارة وهي؛ ترجمة مبدأ الحق في الثقافة إلى واقع يومي عام و شامل، و بناء ثقافة مواطنية من خلال الديمقراطية التشاركية، وتكريس اللامركزية الثقافية والحوكمة المحلية في الشأن الثقافي، وإسهام الثقافة في التنمية والتشغيل، وتثمين التراث والمواقع والمعالم الأثرية في علاقتها بالتنمية البشرية والحضارية والاقتصادية، وكذلك العمل على ابراز الريادة التونسية في المجال الثقافي إقليميا ودوليا.
ومن أجل العمل على تحقيق هذه الأهداف الاستراتيجية، اختارت وزارة الشؤون الثقافية وضع جملة من البرامج القيادية والخصوصية ارتكزت كلّها على مفهوم المدينة واسهام المواطن في العمل الثقافي داخل المدينة مما يجعل جهات الجمهورية مراكز إشعاع ثقافي.
وأكد الوزير أن هذه البرامج قد ساهمت، ومازالت، في إسناد ما يسمى بثقافة القرب إما من خلال المبادرات الثقافية من مكونات المجتمع المدني أو من خلال مبادرات الفاعلين الثقافيين المستقلين وما تقدمه من دعم لنسق عمل وزارة الشؤون الثقافية وما تسعى إلى ترسيخه من مبادئ ثقافية كبرى وأساسية لتحقيق تنمية ثقافية عامة وشاملة.
وجدّد الوزير دعوته إلى ضرورة ايلاء وزارة الشؤون الثقافية ما تستحقه من اهتمام ومتابعة لتكون وزارة سيادة وتأسيس، وهو ما يتحقق بالعمل الدؤوب والمتواصل الذي تنتهجه الوزارة والمبني على تحليل فني ونوعي قوامه دراسة مؤشرات ونسب توضح مدى تطوّر نسب التنمية الثقافية وتماهي الثقافة مع الحريات الثقافية ومع الطرح الجديد لدور المواطن في الفعل الثقافي.
وتم استعراض نسب تطور عمل وزارة الشؤون الثقافية في مختلف المجالات والتي قدمها المديرون العامون القائمون على الإدارات المكونة للوزارة، كما قدّم كل مدير برنامج العمل المقرر للفترة القادمة و لمحة عن المهرجانات والاحداثات الجديدة بما يخدم استراتيجية العمل صلب الوزارة.
واختتم المجلس الوطني للثقافة، بجلسة نقاش جمعت كل المشاركين وفيها تم تبادل الآراء حول النواقص والمشاكل التي يعاني منها القطاع الثقافي في تونس، وتمّ تقديم آراء ووجهات نظر لما يمكن تقديمه من أفكار خلاقة من شأنه مواصلة تجسيد استراتيجية عمل وزارة الشؤون الثقافية على أرض الواقع وجعل هذا المجلس فرصة للتقدّم والتطور بما فيه خدمة القطاع الثقافي و خدمة تونس عامة.
شارك رأيك