إن “حق الإمتياز” في اختيار اليوم الذي سيشارك فيه في المناظرة الذي أقرته الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي والبصري للمرشحين الثلاثة عبد الفتاح مورو و يوسف الشاهد و محسن مرزوق يعد سابقة جدّ خطيرة من شأنها ان تؤثر سلبا على حسن سير الإنتخابات بل على العملية الإنتخابية برمّتها.
بقلم الأسعد بوعزي *
حقّ الإمتياز: صرّح عضو هذه الهيئة السيد هشام السنوسي ان الأولوية ستكون للمترشحين الأكثر تمثيلية في البرلمان من أجل اختيار اليوم الذي سيشارك فيه في المناظرة وهم عبد الفتاح مورو و يوسف الشاهد و محسن مرزوق.
قال القدامى “أوّل ما أخرج ضبّ ذنبه” وفي هذا السياق أقول أوّل ما أخرجت الهيئة العليا المستقلة للإعلام السمعي والبصري حقّ الإمتياز: صرّح عضو هذه الهيئة السيد هشام السنوسي ان الأولوية ستكون للمترشحين الأكثر تمثيلية في البرلمان من أجل اختيار اليوم الذي سيشارك فيه في المناظرة وهم عبد الفتاح مورو و يوسف الشاهد و محسن مرزوق.
تأكد ذلك وأُقرّ هذا “الإمتياز” مع منح السيد يوسف الشاهد إمتيازا آخر بتنازل السيّد مورو لفائدته عن يوم 9 سبتمبر عوض يوم 7 المخصّص للمجموعة التي تضمّ السيدة عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر.
إن هذا “الإمتياز” يشكل سابقة جدّ خطيرة من شأنها ان تؤثر سلبا على حسن سير الإنتخابات بل على العملية الإنتخابية برمّتها:
- إن ما جاء بالقرار المشترك من إعطاء إمتياز لبعض المترشحين مخالف للقانون الإنتخابي الذي ينصّ على تكافئ الفرص والمساواة وإلتزام الإدارة ومؤسسات الدولة بالحياد.
- إن هذا الإمتياز يجعل من السادة الشاهد ومورو ومرزوق مترشحين من الدرجة الأولى فيما يجعل من الآخرين مترشحين من الدرجة الثانية وهو ما يتعارض مع أحكام الدستور المتعلقة بالمواطنة والمساواة.
- إن منح هذا الإمتياز يدخل في باب الدعاية لفائدة المترشحين المعنيين ومن شأنه أن يؤثر على الناخب ويوجّه الرأي العام نحو مترشح بعينه وهو ما يشكل عملا مخالفا للقانون.
- إن وضع هؤلاء المبجلين على رأس القائمات حرم الناخب من أن يرى المشاركين في الإئتلاف الحاكم يتقارعون ويتجادلون طبقا لما تقتضيه المناظرة وهم المطّلعين على عورات بعضهم البعض والماسكين بالملفات التي تدينهم أمام الرأي العام.
- إن إبعاد رئيس الحكومة من مرمى الأستاذة موسي وإبداله بمورو يوحي بأنه هوّ العصفور النادر الحقيقي الذي تسعى النهضة الى حمايته وأن مورو ما هو الاّ كُبّة من نار أرسلتها الحركة لتحييد صواريخ موسي الحرارية عن مسارها.
- أن الغنوشي ومستشاريه يسعون إلى تنظيم “دربي” مغشوش بين مورو وعبير موسي فيما أن الشعب التونسي يسعى إلى مشاهدة “الدّربي” الحقيقي بين حاكم القصبة المسؤول الأول عن إفلاس تونس والسيدة التي تريد إنقاذها.
- إن إختيار المبجلين لأيام تدخلهم في المناظرة من شأنه أن يشوّش على الحملة الميدانية لخصومهم فيما يخدم أجنداتهم الخاصّة.
أظن أن هذه السابقة الخطيرة سوف تسيل الكثير من الحبر وقد تصل الى حدّ إجهاض هذه المناظرة ما لم تسارع الهيئة المستقلة العليا للإنتخابات والهيئة العليا للإعلام السمعي والبصري إلى تلافي هذا الخرق الفادح بإعادة القرعة للثلاثة المترشحين المحظوظين.
* ضابط بحرية متقاعد.
مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :
شارك رأيك