من بين المرشحين الستة وعشرين المطروحين في الدور الأول للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها يوم الأحد المقبل 15 سبتمبر 2019 لنا الاختيار، ونشكر على ذلك شهداء الثورة وجرحاها الذين مكّنونا من مشهد تاريخي لا نعرف فيه من سيكون رئيسنا قبل مساء 15 سبتمبر القادم.
بقلم د. أحمد بوعزّي
بطبيعة الحال أنا كناشط سياسي من عهد بن علي أعرف لمن سأصوت لكني أودّ أن أتوجّه هنا إلى أصدقائي وأحبابي لأفسّر لهم سبب اختياري.
هناك ترشحات فلكلورية مثل ترشّح ناجي جلول وعمر منصور وسلمى اللومي وغيرهم من بين المرشحين ولا أرى فائدة في الحديث عنهم حيث ستصوّت لهم عائلاتهم وأصدقاء المقهى.
هناك مرشّحو المافيات والفساد والمنظومة الفاشلة التي حكمتنا منذ 2014 والذين يجب اتقاء شرهم وعدم التصويت لهم، لأنهم يقبلون المال الأجنبي أو الفاسد وغير أكفاء لتسيير البلاد.
هناك عدة مرشحين نظاف ديمقراطيين اجتماعيين فيهم من ناضل ضد الاستبداد وفيهم من بدأ حياته السياسية العلنية بعد 14 جانفي بمن فيهم ابن جهتي القصرين.
أصدقائي عادة يصوّتون للمرشّح النظيف والنزيه والذي لم ينخرط في شبكات مافيوزية تعطيه المال ليصبح رهينة لهم، والذي جرّبوا صدقه وعدم تكالبه على الكرسي، والذي جرّبوا ديمقراطيته في تسيير حزبه، والذي لم يعط وعودا جزافية خارجة عن صلاحيات رئيس الجمهورية، والذي سيبدأ بتنظيف الساحة السياسية من الفساد ويقوم بأخلقة الحياة السياسية التونسية، والذي سيحمي استقلال البلاد المهدّد، والذي سنأتمنه على الدستور وعلى تطبيق القانون لنبني الدولة القوية والعادلة، والذي أثبت خلال تجربته السياسية أنه متمسّك باحترام القانون وباحترام الدستور إلى درجة مسّت من عدد ناخبيه.
تقولون أن المرشّح الفلاني أيضا فيه كثير من هذه الخصال، صحيح لكن لا بدّ من التفكير في نجاعة صوت كل واحد منا، فحسب سبر الآراء يتّضح أن مجموع أصوات مرشّحين اثنين من الديمقراطيين الاجتماعيين يفوق أصوات الثاني في سبر الآراء وأصوات ثلاثة مرشّحين تفوق أصوات الأول.
تقولون أنهم بقوا منقسمين ولا أحد منهم سيمرّ إلى الدور الثاني وسينتج عن هذه الانتخابات رئيس إمّا محتال أو فاسد وهذا خطر على مستقبل البلاد والعباد. صحيح، لكن إذا كانوا هم متمسكون بالزعاماتية فنحن عاقلون وقادرون على أن نقرّر مكانهم ونوحّد الأصوات على مرشّح واحد يصل إلى الدور الثاني وسيفوز بالرئاسة إن وصل.
أقول: يجب أن يكون تصويت كل أحد منا مفيدا وناجعا. مفيد، أي يذهب إلى مرشّح نظيف تقدّمي معارض للمنظومة السابقة ليوصله إلى الدور الثاني، وناجع، أي يذهب الى مرشح مسنود من حزب مهيكل ديمقراطيا جاء ترتيبه الثالث في الانتخابات البلدية الأخيرة قادر على تكوين كتلة وازنة في البرلمان تساعد الرئيس على توجيه المنوال التنموي نحو منوال ديمقراطي اجتماعي جديد.
بالنسبة لي لن أرتمي في أحضان الجهويات مثل بعض الجامعيين الذين كنت أعتقد أنهم تقدّميون، بل أن صوتي سيكون مفيدا وناجعا وسيذهب
لـ#محمد_عبّو الذي يعدنا
بالدولةالقويةوالعادلة
شارك رأيك