في تدوينة نشرها مساء اليوم الاثنين 16 سبتمبر 2019، على صفحته بالفيسبوك، أعطى جوهر بن مبارك نبذة عن حياة قيس سعيد الفايز في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها و ذلك حسب احتكاكه به سواء في الجامعة او في فترة ما بعد الثورة.
وحسب بن مبارك، فانه لا يتفق مع قيس سعيد في العديد من النقاط في برنامجه السياسي و يرى البعض منها طوباوية وأن الرجل لا يملك أدوات تنفيذها و لكن مع ذلك فإنه يحترمه و قرر انتخابه في الدور الثاني كما أنه يتمنى فوزه على المافيا ومنظومة العفن المتكدس.
و هذا ما رواه بن مبارك في تدوينته:
”
اوّلا انا لا اتفق مع قيس سعيّد في الكثير من النقاط في برنامجه السياسي و اعتبر بعضها طوباوية و اعتقد انّه لا يملك أدوات تنفيذها.
ثانيا على حدّ علمي كنت انا الوحيد من انتقده في الحملة الانتخابية و ربّما كنت الوحيد أيضا الذي قدّم تصوّرا ناقدا و لاذعا ضدّ تصوره لبنية الدولة و علاقات المؤسسات الديمقراطية.
ثالثا سأواصل انتقاده في هذا الأمر حتّى بعد ان يصبح رئيسا للدولة.
لكن و أمام ما أراه و اسمعه من حملات التشويه و التلفيق و تجهيل الناس أود ان أقول:
اعرف قيس سعيّد منذ ثمانينات القرن الماضي كان استاذا مبتدئاً و كنت في السنة الأولى حقوق اجلس في المدرّج صحبة أخيه الأصغر و الصديق نوفل سعيّد. ثمّ صرنا زملاء سنين طويلة في كنف الاحترام و الصداقة و الزمالة. ايّام الثورة شاءت الصدف ان التقينا مرّات في قاعة الحمراء في نهج الجزيرة في الحلقات التي كانت تنظمّها المرحومة نورة البرصالي و الفنانة ليلى طوبال صحبة الأستاذ الصادق بالبعيد للحوار حول فكرة التأسيس و من هناك كنّا نسير الى اعتصام القصبة و نتفرّق بين المجموعات نناقشها في الأمر و نشرح فكرة التأسيسي. وعادة في أواخر الليّل كنت أغادر مع قيس سعيّد رحبة القصبة منهكين و نقطع شارع بورقيبة نقيّم الأوضاع و نتقاسم خشيتنا من محاولات الالتفاف على التاسيس التي كانت تقودها مجموعة خبراء هيئة تحقيق أهداف الثورة آنذاك و التي كانت تعد امّا لوضع دستور جديد من طرف لجنة مختصّين أو تعديل دستور 1959 دون انتخاب ديمقراطي كنا نشعر بضعف الحيلة أمام الماكينة التي بدأت تشتغل ضدّ التاسيس الديمقراطي. نفترق في مستوى المسرح البلدي و نلتقي تلقائيا من الغد كان ذلك كذلك حتّى انفضّ الاعتصام و سقطت الحكومات و رضخ الجميع لارادة الناس. منذ ذلك الوقت لم التقيه سوى مرات معدودات بالصدفة.
لانّي اعرفه من زمن بعيد أستطيع ان اؤكد لكم ان قيس سعيّد الإنسان رجل مستقيم و نظيف و جدّي لا علاقة له بالتطرّف أو بالسلفية أو غيرها. قد يكون حالما أو طوباويا أو محافظا و لكنه صاحب مبدأ و محبّ للناس. اختلف مع بعض أفكاره و طرحه و اعتقاده في الحلول الكلّية و لكن احترمه و سانتخبه في الدور الثاني و أتمنى فوزه على المافيات و منظومة العفن المتكدّس. “
شارك رأيك