الأستاذ قيس سعيد من أبرز من وقف من الجامعيين الى جانب الثورة ودافع عنها بإخلاص وقوة، قوة الحجة والقانون، في تحاليله وحواراته الصحفية، ضد كل التيارات الرجعية التي عملت على أخذها بعيداً عن أهدافها الأساسية التي حملها شبابها على أعناقهم وضحى الكثير منهم من أجلها.
بقلم الدكتور المنجي الكعبي *
أهم من هذا الحدث الذي سجلته الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، وهي الأولى من نوعها في تونس منذ الاستقلال، والتي نظمت الأحد الفارط 16 سبتمبر 2019، هذا الرجل الذي يفوز فيها بالصدارة منذ الدور الأول، الأستاذ قيس سعيد المختص في القانون الدستوري.
إن هذا الحدث بأهمية استقلال تونس عام 1956 الذي عرف أزمة قيادة شرعية لم تفصل فيها الديمقراطية والانتخابات الشفافة والنزيهة، فأفضت بالدولة الى شبه استقلال منه الى استقلال كامل، كما تنتظره الجماهير.
ولمَ لا بأهمية الثورة التي قامت قبل ثماني سنوات للقطع نهائياً مع مخلفات دولة الاستقلال على مدى خمسة قرون تحت نظام جمهوري ديكتاتوري مرتهن لغير إرادة شعبه ديمقراطيا.
رجل وفي لمبادئ الثورة ولروح الشهداء
هذا الرجل من أبرز من وقف من الجامعيين الى جانب الثورة ودافع عنها بإخلاص وقوة، قوة الحجة والقانون، في تحاليله وحواراته الصحفية، ضد كل التيارات الرجعية التي عملت على أخذها بعيداً عن أهدافها الأساسية التي حملها شبابها على أعناقهم وضحى الكثير منهم من أجلها. وبقي الرجل على العهد طيلة هذه السنوات يناضل بصمت وحكمة ومواظبة، وفياً لمبادئ الثورة ولروح الشهداء، قريباً من أفراد الشعب بجميع فئاتهم للتجاوب معهم، وتصحيح مسار الدولة بتأييدهم بعد الانهيارات التي شهدتها في فترات الحكم السابقة.
ولم يكن أمامه غير الاستحقاق الانتخابي، الذي بإمكانه من خلال المشاركة فيه تحقيق ما يتطلع اليه من تولي الرئاسة في أول فرصة، رغم ما كانت له من مؤاخذات مبدئية على الدستور والقانون الانتخابي المنبثق منه.
البلاد الى منقذ حقيقي مؤيد بشرعية حقيقية
الى أن جاءت هذه المناسبة، التي لم يكن وحده ينتظرها، بل كل من كانوا مثله بانتظار هذه الفرصة، للتعبير في الصندوق عن حرية اختيارهم لمن يترشح اليها، ويكون بمستوى المهام الكبرى التي تحتاج البلاد الى منقذ حقيقي مؤيد بشرعية حقيقية وكفاءة حقيقية وعزيمة قوية لأخذها. (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ).
فكان الأستاذ قيس سعيد الرجل الأنسب للمرحلة القادمة…
* باحث جامعي ونائب سابق.
شارك رأيك