في هذا المقال يرد الباحث الإسلامي على موقف السيد قيس سعيد المترشح للدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية الذي يعارض مشروع القانون المقدم لمجلس نواب الشعب من أجل إحلال المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة. وهو مقترح من طرف الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.
بقلم صلاح الدين العلاني *
المساواة في الميراث محل جدل سياسي وديني قديم في مجتمعنا التونسي ولكن لما حل الاسلام منذ 1400 سنة كانت الجاهلية لا تعترف بحقوق المرأة في الميراث وكانت حادثة المرأة التي اشتكت للرسول الكريم من ظلم أخيها الذي استولى على كامل إرث والدها وكانت تعيل عائلة بأكملها وليست لها موارد مالية فنزلت الآية “وللذكر مثل حظ الأنثيين” وتمادت من الناحية الدينية تطبيق هذا المفهوم وإلى يوم الناس هذا.
أليس في القرآن كلمة فك رقبة بمعناها إنهاء الرق والعبودية و في قوله تعالى “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف” تدعو للمساواة وفي قوله تعالى “فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر” تدعو إلى حرية الإعتقاد لكن هناك من نصب نفسه فقيها نيابة عن الله لا يجب إهماله وهو الذي توارث وتناقل مع الأجيال لفترة طويلة من الزمن واستخدمه كمبرر للاساءة الى الدين والإنسان والمجتمع.
لقد حرموا الموسيقى و الرسم والنحت و التمثيل وحرموا كذلك تعليم المرأة. أليس في قوله تعالى “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة و لنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون” ؟
أليس هذا يخالف قول الدعاة المرأة ملعونة وفتنة وعورة و زانية اذا تعطرت؟
أليس من حق المرأة اليوم و هي المتعلمة والمثقفة و التي تعمل كما يعمل الرجل و في جميع الميادين أن يكون لها الحق في المساواة في الإرث ؟
لقد نزعنا عنها رهبانية بعض الفقهاء في تعدد الزوجات ممن أهانوها جيلا بعد جيل بأن تستعيد حياتها في المجتمع مثل الرجل؟
أليس من حقها أن ترى الله في الزهور و هم يرونها في القبور والله خلق الحياة قبل الموت ؟
إنها مأساة البعض من أمتنا لم يصلها التطور الفكري والعقلاني و لا زالت تعيش الى الآن بعقلية القرون الوسطى فما ذنب المرأة التي أعطاها الإسلام كل الحقوق التي أعطيت للرجل و يريدون أن يسلبونها حقوقها في العيش الكريم ؟
أليست هي الأم والبنت والأخت ؟ متى يفهم بعض من المتزمتين دينيا. إن الله عادل و يهمه العدل بين الناس في كل شؤون الحياة.
* باحث إسلامي.
شارك رأيك