ينتظر تونس في بحر الأشهر القادمة على الصعيد الدولي عدة محافل على غرار ترؤس قيس سعيد لمجلس الجامعة العربية، و مباشرة تونس لعضوية مجلس الأمن بصفة عضو غير دائم و وبدء سريان اتفاقية التجارة الحرة بين البلدان الإفريقية، من جويلية 2020، علاوة على انعقاد اجتماع الهيئة الرئاسية العليا للاتحاد الأفريقي.
بقلم وليد البلطي *
و في ظل ما ينتظر تونس من رهانات على المستوى الدولي، يشتعل وطيس الصراعات بين الأحزاب السياسية الفائزة في الانتخابات التشريعية لسنة 2019، في الاتجاه نحو طريق مسدودة في تشكيل الحكومة، منذرا بفشل سياسي، سيترجم الى فشل اقتصادي و اجتماعي و دبلوماسي، قد يهز صورة تونس دوليا.
بين مرشح لرئيس حكومة من داخل حزبه و رافض لذلك، تبعثرت المصلحة الوطنية، و بين مفاوض على كراسي وزارية، لدعم مرشح منظومة حزبية و أحزاب موضوعة بين خيار تلبية رغبة القواعد والانصياع وراء المصلحة الحزبية ومطرقة الفشل الحكومي وسندان الطموحات الشعبية، قد تنحرف تونس في مربع الفوضى و الإفلاس، مما يفرض على جميع الفرقاء السياسيين التنازل و الإجماع على رئيس حكومة مستقل، يشكل فريقه وفق معايير مضبوطة بصفة أولية و يتعهد ببرنامج و عقد أهداف محدد في الزمن و كفيل بتحقيق المعادلة الدولية و الوطنية، بعيدا عن سياسة المحاور و الانقياد وراء مطامح حزبية ما، في إطار متناغم مع مؤسسة رئاسة الجمهورية لكسب الرهانات الدولية و الوطنية، ذلك ان الحيلة هي في ترك الحيل، فالمصلحة الوطنية أولا ودائما.
* خبير قانوني.
شارك رأيك