افتتحت عشيّة السّبت 19 أكتوبر 2019 بولاية صفاقس فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الوطني للمسرح التونسي الذّي يتواصل الى غاية 27 أكتوبر الجاري بعروض مسرح الشارع والسيرك وموسيقى هارون البريني الذي يواصل جولته منذ 20 سبتمبر الماضي من ولاية إلى أخرى قبل أن يحطّ الرّحال في العاصمة حيث ستكون المسابقة الرسمية التي ستخوضها أحدث الأعمال المسرحية بأصنافها المختلفة.
صفاقس عرفت المسرح منذ خمسينات القرن الماضي من خلال بعث الفرقة المسرحية القارة التي تداولت على إدارتها مجموعة من الأسماء وأنتجت أعمالا عديدة بإمضاء مسرحيين آمنوا بالفعل المسرحي وإرساء تقاليد الفرجة في جهتهم… منذ سنة 1950 والفرق التي تأسست بعدها والحركة المسرحية بصفاقس وإحداث مركز الفنون الدرامية والركحية بها… أقيم معرض بأحد أروقة المركز للتوثيق والذكرى والاعتراف بالجميل لكل من مرّ بالرّكح هناك وترك بصمته.
الاعتراف بقيمة من ساهم في تعزيز الحركة المسرحية بصفاقس تجسّد في حفل الافتتاح الذي احتضنه المركز من خلال تكريم كل من المخرج والمؤلف صابر الحامي والسيدة نصاف بن حفصية وأمير العيوني مع عرض فيديوهات تلخّص مسيرتهم وتستعرض أهم الأعمال التي أتنجوها أو ساهموا في إنتاجها كتابة وإخراجا أو إدارة فنية..كما تم تكريم الراحل محمد فوزي رواشد الذي تولّى إدارة مركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة.
في كلمته الافتتاحية ذكّر المنسق العام للمهرجان الوطني للمسرح التونسي الأستاذ سامي النصري أن هذا المهرجان استعادة لبريق المسرح التونسي الذي بدأ في سبعينات القرن الماضي وأضاف “المسرح تعبيرة حقيقية للثقافة التونسية، المسرح التونسي صامد برجاله مسرحيّون وكتاب وشعراء وتقنيين… استعادة المهرجان بروح أخرى ونظرة مغايرة تتماشى مع الواقع الجديد”
وأضاف أن وزارة الشؤون الثقافية منذ سنتين تحاول إعادة هذه التظاهرة وبريقها إيمانا منها بأن قوة هذا البلاد تكمن في ثقافتها.
أما منير العرقي الفنان ومدير إدارة المسرح فقد أكّد على أهمية الدور الذي يلعبه مركز الفنون الدرامية والركحية بصفاقس منذ تأسيسه والأسماء الفاعلة التي مرّت به مؤكدا على أنّ المسرح فن جماعي تتكامل فيه جميع الأطراف ” الإنسان يخاطب الفكر والوجدان من خلال المسرح”
“الرزق السايب” مسرحية لمنير العلوي
بعد هذا الافتتاح الرسمي أفسح المجال للعرض المسرحي “الرزق السايب” للمخرج منير العلوي والذي يقوم بأدواره كل من سفيان الداهش وزياد غنانية وسعيدة حامي وهيفاء بوعلاقي ونتيجة خزري.
“الرزق السايب” عمل كوميدي يحكي عن عائلة تعاني مشاكل في التواصل فيما بينها “سي عمر” الأب وهو فلاح ثري يعيش مراهقة عاطفية إثر وفاة زوجته تستغله ماديا فتاة شابة وتسيطر على كل حواسه… أما الأبناء: ثلاثة شبان وبنتان فلا همّ لهم سوى التمتع بالثروة الهائلة التي يتصرف فيها أب بخيل باستبداد، خاصة كبيرهم عمار الذي يستعمل كل الحيل والأكاذيب لتأليب الأب على أشقاءه والاستحواذ على المملكة…
“الرزق السايب” عمل وإن اتخذ شكلا كوميديا في ظاهره فهو في الواقع اسقاط على ما يحدث في تونس ما بعد الثورة من تكالب على السلطة وتفشي مظاهر الفساد كما حمل النص بعض الإشارات حول محاولة إقصاء المرأة من المشهد السّياسي بتعنيفها والضّغط عليها للتّخلّي عن حقوقها.
كما احتضن المركّب الثّقافي محمد الجموسي يوم الأحد 20 أكتوبر 2019 ندوة الفكرية حول واقع وافاق المسرح التّونسي.
شارك رأيك