أكد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي اليوم الخميس 24 أكتوبر 2019 ، أن بلادنا التي مازالت ملتزمة بالشرعية الدولية وباحترام القانون الدولي، على قناعة راسخة بأن الأمم المتحدة هي أفضل أداة لدى المجتمع الدولي لمواجهة النزاعات الجارية في مختلف أنحاء العالم، وفضها من خلال حلول سياسية سلمية.
وأضاف في محاضرة ألقاها خلال ندوة نظمتها الجمعية التونسية للأمم المتحدة بمناسبة يوم الأمم المتحدة، أن تونس على قناعة تامة بالدور الأساسي للأمم المتحدة باعتبارها منصة أساسية للعمل الجماعي والتعاون والتشاور، وعملت منذ استقلالها على دعم المنظمة الأممية وعلى تكريس التعددية وتعزيز الحوار والتضامن بين الأمم والشعوب، والمشاركة الفعالة صلب مختلف المؤسسات الأممية ووكالاتها المتخصصة.
وأوضح أن الأمم المتحدة راكمت خلال 74 سنة من وجودها نجاحات وإنجازات متعددة في مجال حل النزاعات وحفظ السلام ونزع السلاح ومكافحة الإرهاب وتوطيد حقوق الإنسان، وتعزيز الديمقراطية والتنمية ومكافحة الفقر، مشيرا إلى أنه بفضل مساهمة برامج الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، انخفض الفقر في العالم بمقدار النصف في السنوات الخمس عشرة الماضية، وتحسنت ظروف الحياة ونوعيتها بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
وأكد وزير الخارجية أن النجاحات التي أحرزتها الأمم المتحدة منذ إنشائها، لن تقلل من شأن التحديات التي تواجه المنظمة والمجتمع الدولي ككل، لافتا في هذا الصدد إلى أن النزاعات الجارية لا سيما في المناطق العربية الأفريقية، وتفشي ظاهرة الإرهاب، بالإضافة إلى آثار تغير المناخ على السلام والأمن الدوليين وتوسع عدم المساواة بين الأمم وداخل المجتمعات من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والعلمية، و ميل بعض الدول إلى الانفراد بتسوية بعض القضايا الدولية وفقا لرؤاها وأولوياتها، تمثل أهم التحديات الرئيسية التي تواجه المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وشدّد على أنّ تسلم تونس لمنصبها كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2020-2021 سيمثل مناسبة للمساهمة، من خلال توجهات ومبادئ وثوابت سياستها الخارجية، في الجهود المبذولة لاستعادة السلام والأمن الدوليين، وتأكيد التزامها بمنهج التعددية في السياسة الدولية في مواجهة النزهة الانفرادية لدى بعض الأطراف التي أصبحت أكثر وضوحا على الساحة الدولية.
وأوضح أن تونس وضعت ضمن أولوياتها في مجلس الأمن، تعزيز دور المجلس في منع الصراع والدبلوماسية الوقائية، والتسوية السلمية للنزاعات بالتنسيق مع المنظمات الإقليمية على النحو المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة بالإضافة إلى تعزيز دوره في مكافحة الإرهاب.
وشدد الوزير على أهمية تعزيز كفاءة عمليات الأمم المتحدة للسلام عن طريق تزويدها بالموارد الكافية، لافتا في هذا السياق إلى أهمية دعم دور المرأة والشباب في عمليات السلام اعتبارا للمساهمة الملحوظة التي يمكن أن تقدمها الفئتان.
وأبرز خميس الجهيناوي أن الملف الليبي سيتصدر أولويات تونس خلال فترة عضويتها في مجلس الأمن الدولي، باعتبارها قضية استراتيجية وحيوية بالنسبة لبلادنا التي لن تدخر أي جهد للتوصل إلى حل سياسي توافقي في هذا البلد الشقيق.
ورحب خميس الجهيناوي في ختام كلمته بقرار الجمعية التونسية للأمم المتحدة التونسية بتكريس الاحتفال بيوم الأمم المتحدة لهذه السنة لإحياء الذكرى الخمسين لوفاة أحد أهم رموز الدبلوماسية التونسية المرحوم المنجي سليم ، كما توجه بالشكر إلى المنسق المقيم للأمم المتحدة في تونس دييغو زوريلا ، لإطلاق اسم المناضل الكبير على إحدى قاعات المقر الجديد للأمم المتحدة في تونس.
جدير بالذكر أن الاحتفال بيوم الأمم المتحدة نظمته الجمعية التونسية للأمم المتحدة بالتعاون مع فرع مؤسسة هانس سايدل الألمانية بتونس وكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس، بحضور كل من المنسق المقيم للأمم المتحدة في تونس وعدد من الباحثين والأكاديميين والدبلوماسيين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بتونس.
شارك رأيك