هل كان أجدادنا أكثر وعيا عندما توجهوا أفرادا و قبائل للدفاع عن ليبيا سنة 2011؟ هل كان محمد علي الحامي الزعيم النقابي اقل ذكاء عندما تطوع في الحرب الطرابلسية ؟ ليبيا كانت دائما العمق الإستراتيجي لتونس و منذ بداية الحرب الأهلية و تونس تتنفس برئة واحدة و لا يمكن ازدهار تونس مادامت ليبيا لم تستقر. هذا ما يجب أن تفهمه القيادة المنبثقة من الانتخابات الأخيرة في تونس.
بقلم عبد الرزاق بالرجب *
قد نضطر لاستعارة إحدى لاءات قيس سعيد لتوصيف الشأن الليبي فلا مجال للحديث عن ثورة في ليبيا لا مكتملة و لا هي في طريق التحقق فالثورة تستوجب نظاما قائما و شعبا يطلب إسقاطه، فلا سلطة في ليبيا من حقها ادعاء الشرعية لا حكومة الغرب المنبثقة عن اتفاق هش بالسخيرات المغربية في 17 ديسمبر 2015 بإشراف الأمم المتحدة و لا سلطة الشرق التي استمدت شرعيتها من القوة العسكرية بتفويض هو أقرب للاغتصاب من مجلس النواب الليبي الذي باشر مهامه في 14 أوت 2014 اثر انتخابات قدح في شرعيتها الخاسرون و خاصة القوى الإسلامية.
لا شيء يفرق بين الشعب الليبي غير الأطماع الخارجية
حكومتان و مجلسان تشريعيان و قوتان عسكريتان حتى لا نقول جيشان والخاسر الوحيد هو الشعب الليبي الذي أضاع رفاهه و استقراره و لا أمل قريب في استتباب الأمن في بلد هو من أغنى بلدان المنطقة بل من أغني بلدان العالم باعتبار الكثافة السكانية.
أعرف جيدا أن الشعب الليبي لا يطلب غير الاستقرار و أعرف جيدا أن لا شيء يفرق بين الشعب الليبي غير الأطماع الخارجية و أن له من الوعي و من الوطنية ما يمكنه من استثمار التقاليد القبلية لفض نزاعاته لكن فقط لو تركته القوى الإقليمية و الدولية و شأنه.
في ليبيا حرب أهلية لن تحسم في القريب العاجل، حرب أهلية وقودها شجعان ليبيا و ضحاياها الشعب الليبي و المستثمرون فيها أجانب و الحكومات المتعاقبة في تونس تصم آذانها و ربما عملت خفية على إذكاء الصراع و كأن الأمر لا يعنيها و كأن الشأن الليبي لا تأثير له على الواقع التونسي.
يجب أن يولي التونسيون الشأن الليبي ما يستحق من العناية
و هنا أتوجه إليهم بالسؤال هل كان أجدادنا أكثر وعيا عندما توجهوا أفرادا و قبائل للدفاع عن ليبيا سنة 2011؟ هل كان محمد علي الحامي الزعيم النقابي اقل ذكاء عندما تطوع في الحرب الطرابلسية ؟ ليبيا كانت دائما عمقنا الإستراتيجي و منذ بداية الحرب الأهلية و تونس تتنفس برئة واحدة و لا يمكن ازدهار تونس مادامت ليبيا لم تستقر.
ختاما أرجو من الرئيس الجديد و الحكومة القادمة إيلاء الشأن الليبي ما يستحق من العناية و لم لا مكتبا خاصا بالشأن الليبي و نحن مستعدون للإفادة متى ما طلب منا ذلك لمعرفتنا الدقيقة بالذهنية الليبية و فسيفساء القبائل الليبية.
* كاتب و باحث في الحضارة.
شارك رأيك