في تدوينة نشرها المحامي و القاضي الاداري و كاتب الدولة السابق في حكومة مهدي جمعة اليوم الأحد 27 أكتوبر , تحدث عبد الرزاق بن خليفة في ما يتعلق بدور الإتحاد العام للشغل في ضمان الهدنة الاجتماعية و عدم التسبب في إيقاف دواليب الدولة في هذا التوقيت الحساس من تاريخ البلاد.
وكتب في تدوينته :
” اقول لاتحاد الشغل…نحن معك لكن….
نرفض كل من ينادي بتقزيمك ويسعى لتحجيمك…
وقد قلت سابقا الهدنة الاجتماعية تعني تخلي الشغالين عن حقهم في الدفاع عن مصالحهم…
كل واحد يقوم بوظيفتو… الحكومة تبرمج وتنفذ سياساتها و النقابات وظيفتها الدفاع عن مصالح منظوريها…
لا يمكن أن نطالب المعارضة ان تسكت حتى تعمل الحكومة..
تلك هي الديمقراطية… تتكون من سلطة وقوى مضادة لها…pouvoir et Contre pouvoir
لكن ما نطلبه من الاتحاد… لأننا سنكون في حاجة له دوما في صورة عودة قوى الاستبداد وحتى لا نخسره هو ما يلي:
– الإقتناع بأن العجز المالي للدولة حقيقة لا غبار عليها ولا يمكن للدولة تحمله أكثر مما تحملت
– ان القول بأن على الدولة ان تقاوم التهريب والتهرب للخروج من العجز المالي والا تحمل الشغالين العبء لا يستقيم… لأن محصول مقاومة التهريب والتهرب لن يتحقق بسرعة…ويتطلب سنوات طويلة بل يتطلب اعتمادات في حين الزيادات انية… وحالة…وتضخ عن طريق الاقتراض الأجنبي في نهاية المطاف…
– مساندة متهم بالتهرب وتبييض الأموال علنا من الاتحاد…و الوقوف أمام الهايكا.. حتى لا تنفذ قرارها جعل أنصار الاتحاد وانا منهم في حرج كبير…
– عدم سيطرة الاتحاد على بعض النقابات الأساسية المنفلتة معضلة حقيقية… أدت إلى تدمير عديد القطاعات… مثل الصحة والتربية…(طبعا هناك أسباب أخرى)
لن ننسى قيادة الاتحاد للثورة في 2011 ولولا مسيرة صفاقس يوم 10 ومسيرة تونس يوم 11 جانفي.. اللتان اطرهما الاتحاد وهيئة المحامين و الرابطة… لما حلمنا بهذا المشهد الديمقراطي الرائع.. …
على الاحزاب التي وصلت الحكم ولا زالت… ان تغض النظر عن أي شيء آخر وتنسى اي أمر مشين وتتذكر هذا فقط…. وهو يكفي للايمان بدور الاتحاد…رغم التجاوزات التي حصلت…
على قيادة الاتحاد اليوم ان تحافظ على الاتحاد كرقيب محايد للديموقراطية.. وخيمة يستظل بها الجميع عندما تصبح الديمقراطية مهددة..
لكن عليهم ان يفكروا لا فقط في الشغالين… لكن أيضا في مئات الآلاف من أبناء الشغالين المتخرجين من الشباب.. العاطلين.. لأن الدولة توقفت عن الانتداب وجمدته بعد أن أكلت زيادات الأجور ما خصصته الحكومات المتعاقبة من اعتمادات للتنمية…
أيهما أفضل للعامل ان يرفع من أجره… أم يوفر الشغل لابنه… ؟
هل تعلمون ما معنى ان يقف شاب عاطل في الثلاثين أمام مطعم أو قاعة شاي ويعجز عن دعوة صديقته أو صديقه؟
وما معنى ان ترى شابة متخرجة ضاعفت البطالة من عمرها الحقيقي وفقدت كل مقومات الأنوثة.. فزادتها الوحدة على البطالة مأساة…
على الاتحاد ان يخوض المعركة التي لم يخضها.. لحد الان معركة العاطلين عن العمل…معركة أبناء العملة…
كل فلس تجنيه الدولة لا بد أن ينفق في هذه المعركة..
. اعلم انه لا يمكن للعاطل ان يضرب…ما حيلته وهو لا يملك سوى سلاح إضرابات الجوع..
فلا ضير ان يناضل الاتحاد من أجل معارك… لا يكون الاضراب فيها وسيلة…
آلاف من الشباب الجامعي أصبح يعاني أمراضا نفسية…تهدد المجتمع بأسره… بسبب البطالة…اننا نرى المئات منهم موقوفين على ذمة العدالة… بسبب المخدرات…”
شارك رأيك