باقتراح من اتحاد الناشرين التونسيين بادرت وزارة الشؤون الثقافية العام الماضي بتنظيم تظاهرة جديدة تُعنى بالكتاب التونسي أطلقت عليها اسم “المعرض الوطني للكتاب التونسي” وقد التأمت من 20 إلى 28 أكتوبر، ولقي هذا المعرض الذي أقيم بفضاء مدينة الثقافة نجاحا كبيرا وترحابا من صناع الكتاب ومن القراء رغم بعض النقائص التي رافقته والمؤاخذات التي قدمها البعض من بينها انتقاد زمن تنظيمه. وتفاعلا مع اقتراحات المشاركين وزوار المعرض والإعلاميين، تم تغيير موعد هذه التظاهرة حيث ستقام الدورة الثانية من المعرض هذا العام من 19 إلى 29 ديسمبر 2019 تزامنا مع العطلة المدرسية.
وفضلا عن تغيير موعد إقامة المعرض، تحمل الدورة الثانية عدة مستجدات من بينها حلول ضيفيْ شرف (مبدعين اثنين)، يوميا من ولايتين (وأحيانا ثلاثة ضيوف) وذلك بالتنسيق بين هيئة تنظيم المعرض والمندوبيات الجهوية للشؤون الثقافية، بحسب ما أفاد المدير التنفيذي للمعرض محمد صالح معالج (رئيس اتحاد الناشرين) في حديث مع “وات”.
وأوضح أن هذه المبادرة تأتي احتفاء بالمبدعين والمثقفين ممن لهم علاقة بالكتاب حيث سيقع عقد ندوات تجمعهم بزوار المعرض ومحبي الكتاب، للتعريف بهم وتسليط الضوء على مسيرتهم الإبداعية وتقريبهم من جمهور القراء وذلك تجسيدا لمبدأ اللامركزية الثقافية.
ومن أهم الفقرات الجديدة المبرمجة في الدورة الثانية هو تنقل المعرض الوطني للكتاب التونسي خارج فضاء العرض حيث سيقع بالتنسيق مع السّلط المعنية تنظيم زيارات للسجون وللمستشفيات رفقة عدد من الوجوه الفنية والثقافية “وهي مبادرة تحمل رمزية هامة مفادها أن الكتاب صديق الجميع أينما كانوا، وأننا لم ننساكم” بحسب تعبير المدير التنفيذي للمعرض الذي أعرب عن أمله في أن تكون هذه الفقرات قارة وأن لا تكون زيارة هذه الفضاءات مناسباتية في المستقبل.
وسيحتضن شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة أنشطة ثقافية وفقرات تنشيطية للفت انتباه المارة إلى وجود معرض الكتاب الذي تحتضنه مدينة الثقافة، مع إمكانية تركيز إشارات في شكل ملصقات أقدام تقود الراغبين في زيارة المعرض نحو مدينة الثقافة بشارع محمد الخامس الذي سيكون الدخول إليه مجانا وسيكون مفتوحا من العاشرة صباحا إلى الثامنة مساء.
وبعد أن منحت الدورة التأسيسية أربعة جوائز خصصت لمسابقة الكتاب “الإبداعي” و”الفكري” و”الموجه للطفل” و”المترجم”، سيتم في الدورة الثانية إضافة جائزة خامسة هي “جائزة أفضل عمل إبداعي نسائي حول الحقوق والحريات” وذلك تشجيعا للمبادرات النسائية المهتمة بالكتابة في هذا المجال.
وتبلغ قيمة كل جائزة 10 آلاف دينار وهي جوائز ممنوحة من قبل وزارة الشؤون الثقافية، بحسب معالج الذي أشار إلى أن المشاركين في كل مسابقة من هذه المسابقات يحتكمون إلى لجنة تحكيم مختصة يشهد لها بالكفاءة والاستقلالية.
وكشف معالج عن وجود برنامج مشترك بين هيئة تنظيم المعرض والمركز الوطني لفن العرائس، وذلك بمناسبة تزامن تنظيم المعرض مع العطلة ومع تظاهرة أيام قرطاج لفنون العرائس (تداخل بعض الأيام)، حيث تم إعداد برنامج ثري موجه للأطفال يتضمن ورشات للكتابة والمطالعة فضلا عن عديد الفقرات التنشيطية.
وبخصوص عدد الناشرين المشاركين قال معالج إن هيئة التنظيم تلقت مطالب مشاركة فاقت الخمسين معتبرا أن نجاح الدورة الأولى مثّل حافزا للوزارة لتركيز هذه التظاهرة وتثبيتها ضمن رزنامة التظاهرات الثقافية القارة، كما مثّل دافعا للعارضين للإقبال بكثافة على المشاركة في هذه الدورة الثانية.
وتم تعيين إيمان بوخبزة مديرة للدورة الثانية خلفا لمنصور مهني الذي أشرف على إدارة الدورة الأولى، بحسب ما أكد معالج المدير التنفيذي للدورة، الذي أشار إلى أن هيئة تنظيم الدورة الثانية تضم أيضا كلاّ من رئيس اتحاد الكتاب التونسيين صلاح الدين الحمادي والناشرين رياض بن عبد الرزاق وسمير المسعودي ونزار بن سعد مدير الإدارة العامة للكتاب والمطالعة العمومية، وهاجر شيحة (مسؤولة عن المالية) وسيماء المزوغي (منسقة ومكلفة بالإعلام) وهاجر الزحزاح ومراد خليفة.
شارك رأيك