في تونس يدعو الجلاد أترابه و خلانه إلى التضامن معه، يذهب إلى السجن و هو مزهوا بنفسه، يملأ الاعتداد بالنفس كل أحاسيسه! وهو يمني نفسه بالافلات من العقاب ليزداد خشونة و تجبرا.
بقلم فتحي الهمامي *
أي نعم لقد ارتقى الاعتقال او الاحتفاظ بالمشتبه به في قضية حق عام عند بعضهم إلى مستوى الملحمة و البطولة. لهذا يدعو المناصرين و اولاد الحومة للتجمهر أمام المحكمة لإطلاق شعارات المؤازرة و التغني ببطولات المتهم!
وفي تونس اليوم يبلغ الفن أرذل العمر على يد بعضهم و يرتمي “الفنان” في الوحل بل يتمرغ فيه أسوة بنظراء له في ميادين “فن” أخرى!
فهذا الصغير “العبدلي” يرغد و يزبد و ينشر الوعيد ليس لمناصرة الضحية و إنما لمعاضدة المعتدي : “تسحب القضية ما كانش باش اندورو عليك و انكلاشيوك” !!!
فكل من شاهد فيديو الأخير يلحظ بكل يسر أن لا فرق بينه و بين الآخر الذي تفوه فيه المدعو كلاي بالاعتداء: لغة سمجة، تعالي صبياني “مسترجل”، نفس صغيرة، تهديد، عنف على اساس النوع الاجتماعي، ادعاء كاذب بتفوق ذكوري، أزمة داخلية، عدم توازن يفضحه وضع الجسم، “انا” مريضة …..
و يبدو أن هذا ” العبدلي” قد قبر نهائيا روح الفنان فيه و لم يتعلم ان الفنان هو صاحب رسالة، نصير للحقوق و خاصة صاحب ذوق. و إني أشك أنه يقرأ، و لم يطلع يوما على ما قاله بيكاسو “الفنان يمسح عن الروح غبار الحياة اليومية”. وغبار هذا الزمن أراه: العنف بكافة اشكاله، الظلم، الأنانية، الرداءة ..
و اليوم يمثل المسمى كلاي (و محمد علي منه بريء) أمام المحكمة موقوفا لمقضاته من أجل تهم الثلب و الاعتداء المعنوي و التهديد بالاغتصاب إثر شكاية تقدمت بها المنشطة التلفزية بية الزردي الواقع عليها الاعتداء (النيابة العمومية لم تتعهد لوحدها !).
و بما ان “الرجالة ” في أوج حملتهم التعبوية لمعاضدة و مساندة… الجلاد. أي نعم تنقلب المفاهيم في هذه البلاد. فالدعوة ملحة – إذن – إلى القضاء لحماية المواطنة بية الزردي و انصافها و تحقيق العدالة لفائداتها و ذلك بتطبيق القانون و انزال العقاب بالمتهم.
فالافلات من العقاب لن يزيد أولائك إلا خشونة و تجبرا.
* مناضل حقوقي.
شارك رأيك