في تدوينة نشرها المحامي و القاضي الاداري و كاتب الدولة السابق في حكومة مهدي جمعة اليوم الخميس 5 ديسمبر، تحدث عبد الرزاق بن خليفة مدى تشويه رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي لتاريخ “الدساترة”.
وكتب في تدوينته :
” هل تعبر عبير موسي…عن الخط الدستوري؟
الحزب الدستوري على مدى عقود منذ التأسيس عرف بكونه حزبا براقماتيا يتأقلم مع الأوضاع سواء خلال الحركة الوطنية أو بعد بناء الدولة (تجربة التخطيط.. التعاضد.. تعايش القطاعين.. ..تحرير الاقتصاد..1986.)…
وحتى بعد الثورة رأينا رموزا دستورية ساهمت من مواقع مختلفة (وزارات وغيرها) في الانتقال الديمقراطي..
واستمعنا إلى تصريحات قيادات مهمة تميزت بالاعتدال و الواقعية و الإيجابية مثل مرجان و الغرياني والطاهر بلخوجة.. وغيرهم كثير…وهذه القيادات هي التي امنت حضورا فاعلا لالاف الكوادر الدستورية والتجمعية في الدولة وساهمت في َرفع الحرج عن الانتماء السابق… و تفاعلت مع مقولة ” الثورة تجب ما قبلها” …وعززت فكرة انه يمكن للدستوري ان يساهم في اسنحقاقات الثورة التي ولدت دون وصاية حزبية…
في هذا السياق تبدو لي عبير موسي نشازا في تاريخ الدساترة…ولا تعطي صورة حقيقية عن الكثير من التجمعيين و الدساترة الذين نراهم هنا وهناك في مؤسسات الدولة يشتغلون بجدية وايمان بقيم الثورة…واستحضر العشرات منهم شخصيا…ما تعبر عنه عبير موسي حقيقة خطا سياسيا آخر… أقرب إلى اليمين المتطرف الذي عرفته أروبا في الثلاثينيات…
أين عبير موسي من الدساترة أمثال الباجي قائد السبسي ومحمد الناصر وفؤاد المبزع وحاتم بن سالم وغيرهم ممن ساهموا في الانتقال الديمقراطي…بصورة ثابتة…وأين عبير موسي من المنجي سليم ومحمود الماطري وعلى البلهوان و الهادي نويرة…أين هذا الخط السياسي العنيف من البورقيبية المعروفة بسياسة المراحل…والواقعية…خلاصة الأمر ما نراه من هذه الناشطة السياسية لا علاقة له بالخط السياسي الدستوري…
وحتى العنف الذي اصطبغ به نشاط الدساترة خلال فترات متقطعة من تاريخنا (صباط الظلام) لا يطغى على السمة البارزة لهذا الخط السياسي المطبوع بلثقافة البورقيبية المعروفة بالواقعية وسياسة المراحل…و التأقلم مع الاوضاع والسلمية… اجمالا…”
شارك رأيك