امام حضور كبير مساء أمس السبت 7 ديسمبر في افتتاح ايام قرطاج المسرحية بقاعة الفن الرابع بالعاصمة، قدم فاضل الجزيري هذا العمل المسرحي النقابي من كاليغولا لالبير كانو و الذي شاركت فيه ثلة من الممثلين في عرضه الأول كهدية لروح المسرحي و المدير السابق للمسرح البلدي بتونس محسن بن عبدالله الذي والله الاجل يوم 9 سبتمبر 2017 بعد صراع طويل مع المرض.
سينوغرافيا بسيطة، راوحت بين كراسي معدودة يتداول عليها الممثلون ووسادة يتقاذفونها في نهاية كل مشهد، ويحدث أن يحملوها بين أيديهم، وكأس وصندوق برتقال، وإضاءة راوحت بين الخفيفة والصاخبة متناغمة مع السرد المسرحي، وإخراج يشدّ المتفرّج إلى تفاصيل الالمشرحية طيلة ساعة ونصف من عرضها.
وعلى مستوى النص كان الفاضل الجزيري وفيا لنهج التلميح، حيث تبدو الكلمات واضحة ولكنّها تخفي وراءها معاني أخرى غير الظاهرة منها، وتفتح نوافذ على قضايا سياسية واجتماعي وثقافية من خلال جملة من الرموز سواء على مستوى الحركات أو الكلمات وهو ما يجعل “كاليغولا” عملا يدعو إلى التفكير والتأويل من خلال فك شيفرات هذه الرموز.
وباستثناء صوت الرعد والمطر، وانسياب الماء داخل مكان يشبه الحمام تجتمع فيه كل الشخصيات، يبدو إطار العمل المسرحي بلا ملامح، ربّما هو خيار من المخرج ليعزز حالة العبثية التي تغرق فيها شخصية ” كاليغولا”، عبثية تمدّ يدها لتطال كل المجالات.
دون مبالغة في الأداء، باستثناء بعض المشاهد التي كسرت النسق الخطي في النص المسرحي، تماهى الممثلون مع الركح بما يحمله من دلالات، وتفاعلوا فيما بينهم ليبثّوا رسائل عن الحرية والتغيير والثورة .
ومن القضية الفلسطينية إلى المساواة في الميراث إلى الحريات الفردية إلى الدعوة إلى الثورة على الظلم والنأي عن الظلمات، تعددت الإشارات والتلميحات في المسرحية التي أغرت جمهورا كثيرا بمشهادتها وكان أن تفاعل معها بتصفيق مطوّل في نهاية العرض.
شارك رأيك