في تدوينة نشرها المحامي و القاضي الاداري و كاتب الدولة السابق في حكومة مهدي جمعة اليوم الأربعاء 11 ديسمبر، تحدث عبد الرزاق بن خليفة عن موضوع صندوق الزكاة والمالية الإسلامية الذي وقع إسقاط مشروع قانونه في البرلمان.
وكتب في تدوينته :
” موضوع صندوق الزكاة والمالية الإسلامية لو اخرج من سياق المزاج السياسي والتجاذب الايديولوجي العقيم وخضع إلى تقييم علمي لتكشفت أمور قد لا تخطر ببال اي من المتخاصمين…
تجمع اغلب الدراسات الجدية من مكاتب متخصصة مثل Ernest and young ان المالية الإسلامية ازدهرت في الغرب وخاصة بريطانيا وليكسمبورغ… التي لم تحفل بوصف “إسلامية” بل درست الموضوع تقنيا فاتضح لها أن الأمر يتعلق بمنتج مالي تقليدي مبنى على فكرة الاقتصاد الحقيقي المبنى على اسناد كل قيمة مالية على قيمة فعلية…خلافا للاقتصاد المالي المبنى على التوريق وتبادل قيم مالية غير حقيقية…
وان عبارة “إسلامي” لا تختلف عن قول البعض بأن الأوروبيين مسلمين أكثر منا وهي حالة “تقمص” مردها مركب النقص لدينا…. وبفضل براقماتية الأوروبيين ازاء موضوع المالية الإسلامية ورغبتهم في جذب راس المال الخليجي تضاعف حجم مبادلات المالية الإسلامية في بلدان الاتحاد الأوروبي 10 مرات لتبلغ قرابة 2.5 مليار اورو…
اما بخصوص الزكاة فهناك صناديق زكاة في بريطانيا وأمريكا.. في شكل منظمات غير حكومية.. امكن لتلك الدول من خلالها حصر و مراقبة تدفق مال العمل الخيري وعدم تركه تحت طائلة تبييض الأموال والانشطة المحظورة…
ما انتهى اليه مجلس نواب الشعب لا يعدو في رأيي سوى معركة حزبية لا غير… معركة لم يسع أصحابها إلى تطوير وخاصة تطويع المقترح لتحقيق نفس الأهداف التي يخشاها رافضو المشروع…وابرزها رصد مآلات مال العمل الخيري وتوجيهه التوجيه الصحيح..
وما يدل على ذلك ان حزب الرحمة رفض التصويت لعلم مؤسسه وهو العارف باجواء بريطانيا أمريكا… ان الوضع الحالي أفضل… ولعله صلى صلاة الشكر لسقوط المقترح….
مرة أخرى نشتغل وفق قاعدة “انا ناجح ما دمت انت فاشل” “
شارك رأيك