مع انطلاق المشاورات الماراطونية من قبل رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي من أجل تشكيل الحكومة الجديدة بدأت المزايدات وانتشرت الإشاعات وٱمتلأت القائمات بأسماء إنتشلوها من غياهب الماضي وأخرى من دهاليز النسيان وطراطير من بلاتوهات العار وقلة الحياء وبعض المتشعبطين الذين لم يكلوا يوما من “التمرميد” ولم تردعهم أو تحد من انفلاتهم الإهانات المتراكمة، وأصحاب إستراتيجية “خلي الإسم يدور” !!!
بقلم مصطفى عطية *
إمتلأت صفحات التواصل الإجتماعي بالقائمات التي ضمنها أصحابها، من أفراد ولوبيات، أسماء من ألبسوهم بدلات وزراء في الحكومة التي تتواصل مشاورات تشكيلها من قبل الحبيب الجملي، الذي يبدو أنه لم يجد إلى حد الآن المسلك المؤدي إلى الهدف المنشود والمتمثل، حسب تأكيداته المتتالية، في حكومة تكون فيها وزارات السيادة في حل من المحاصصة الحزبية وتعهد وزارات التنمية إلى خبراء وإخصائيين !
ومع انطلاق المشاورات الماراطونية بدأت المزايدات وتصاعدت بشكل فلكلوري وانتشرت الإشاعات وتعددت القائمات وٱمتلأت بأسماء إنتشلوها من غياهب الماضي وأخرى من دهاليز النسيان وطراطير من بلاتوهات العار وقلة الحياء وبعض المتشعبطين الذين لم يكلوا يوما من “التمرميد” ولم تردعهم أو تحد من انفلاتهم الإهانات المتراكمة، والكثير من “المتوزرين” الأزليين وهم الحاضرون في كل وليمة تحوير أو تشكيل وزاري منذ العهد السابق وعدد لا يستهان به من”مرشحي أنفسهم”، أصحاب إستراتيجية “خلي الإسم يدور” !!!
مناورات غير بريئة
لم تكن هذه التسريبات بريئة فوراءها يقف أفراد فاعلون ولوبيات معلنة وأخرى في الظل وجهات داخلية وخارجية تسعى إلى وضع منظوريها في الواجهة، وأحزاب تناور ! أما الأهداف والغايات وحتى المقاصد فمختلفة، أولها وأهمها على الإطلاق، التشويش على رئيس الحكومة المكلف وإرباكه، وثانيها الرمي ببعض الأسماء في “المحرقة”، وثالثها إطلاق بالونات التجريب لرصد ردود الفعل، بالإضافة إلى محاولة التأثير على صانعي القرار.
تؤكد هذه الممارسات “البدائية”، مرة أخرى، أننا أبعد ما يكون عن القيم الديمقراطية، والطريق أمامنا طويلة جدا، هذا إذا ما كنا حريصين فعلا على مواصلتها !!!
لقد أهملنا، مع الأسف الشديد، جوهر الديمقراطية وتخلينا عن شروطها وٱلتزاماتها وتمسكنا في المقابل بقشورها فحولناها إلى ممارسة فلكلورية ! وتلك هي أبشع أنواع إنتهاكها.
وضع كارثي ولامبالاة مستفزة
إن المشكل الرئيسي الذي يعاني منه الوطن والشعب منذ تسع سنوات لا يختزل في تشكيل حكومة جديدة قد تنجح في إرضاء الأطراف الفاعلة وقد تفشل وإنما في مدى جدية وواقعية ما يوصف ببرامج الإنقاذ التي يعلنون عنها بٱستمرار دون أن يظهر في الأفق ما يؤكد أنها قابلة للتطبيق، فالبلاد دخلت النفق المظلم وتدحرجت في التصنيف الدولي إلى أسفل السافلين، وٱنهارت عملتها بشكل كارثي وٱختل ميزانها التجاري وتجاوزت نسبة تداينها الخطوط الحمراء، ومع ذلك مازال ساستها مشغولين بتوزيع المناصب في ما بينهم، وبعث المزيد من الدكاكين الحزبية، وغيرها من المسائل التي تؤكد أنهم يحلقون بعيدا عن الواقع السائد وما يعتمل فيه من تفاعلات تنذر بالويل والثبور.
هل هو الجهل والقصور المعرفي، أم هي اللامبالاة ؟! سؤال يردده التونسيون بحرقة بالغة وقد إختلطت عليهم السبل.
* صحفي و كاتب.
شارك رأيك