بعد ان أعلن التيار الديمقراطي انه قد تلقى أمس الإثنين 16 ديسمبر 2019 مقترحا رسميا جديدا في اطار مفاوضات تشكيل الحكومة، و وقعت أثر ذلك دعوة لاجتماع استثنائي، مساء اليوم نفسه، لتدارس المقترح و اتخاذ قرار نهائي اما برفضه أو بقبوله، اصبحت كل الفرضيات مفتوحة حول تحالفات الربع ساعة الأخير و ضرورة التعايش التي طبقها سنة 2014 الراحل الباجي قائد السبسي و خان ناخبيه.
و في نفس بيان التيار الديمقراطي، هناك إشارة ضمنية لقبول المشاركة في حكومة حبيب الجملي رئيس الحكومة المكلف بعد قبول شروط عبو و جماعته لتولي حقائب بعض الوزارات قيل منذ بضعة ايام، انها من الشروط التعجيزية، من طرف حركة النهضة التي لم تكن ابدا متحمسة لمشاركة حركة الشعب، القائمة على مبدأ القومية العربية، في الحكومة لهذه الاسباب الايديوليجية التي ترجع بالأساس الى سنوات الخمسينات من القرن الماضي و نظرية القوميبن العرب في فترة جمال عبد الناصر حول اي اقحام للحركات الاسلامية في الحكم، بل حتى محاربها.
و ان صحت مشاركة التيار في حكومة الجملي، فسيتسبب هذا و بدون شك في تجميد العلاقة بين حركة الشعب والتيار.
و حسب آخر المستجدات، يبدو ان هذا الاخير سينتهي هو الاخر باستنساخ نظرية الباجي قائد السبسي الذي قال كم من مرة في حملته الانتخابية ان النداء و النهضة هما خطان متوازيان لن يلتقيا ابدا ثم التقيا…
التيار كذلك، بنى كل حملاته الانتخابية و من قبلها و هو في المعارضة، بفكرة محاربة الفساد و لكن، ان صحت مشاركته، فسيجد نفسه مع قلب تونس.
و في هذا الباب، يبرر التيار موقفه حول امكانية مشاركته في الحكم …
و يبدو ان لعاب السلطة بدأ يسيل، اذ وقعت تسريبات تقول ان العرض الجديد يشمل المشاركة في وزارات العدل و الاصلاح الإداري لمحاربة الفساد مع فتح كل الملفات و لو كان فيها من هو في الحكم (و هنا في غمزة لقلب تونس، حزب نبيل القروي المتهم في شبهات فساد و صادرة في شأنه بطاقة تحجير سفر) سيكون خاضعا للمساءلة، و الداخلية و هنا ثمة اقتراح لخلق جهاز أمني جديد متنوع الاختصاصات يصفها المتابعون للشأن العام بنوع من الأمن الموازي…
يقول كذلك التيار ان بعد ما اعلن عن انسحابه من المفاوضات مع الجملي اتصل به العديد من الأصدقاء و النشطاء السياسيين لنصحه بأن الوضع في البلاد لم يعد يتحمل مزيدا من الترقب، و لابد من تقريب الوجهات بين جميع الاحزاب مع الأمل العدول عن هذا القرار الأول والمشاركة بصفة جدية لتشكيل الحكومة في اقرب وقت ممكن.
ننتظر اليوم بلاغا نهائيا للتيار الذي سيجد نفسه في اخر المطاف جنبا لجنب مع قلب تونس و مع ائتلاف الكرامة في تعايش بين الأعداء و لربما يخسر مكانته مع حركة الشعب و بعضا من المستقلين المساندين لفكرة التصدي كليا للفساد و للفاسدين…. ننتظر!
شارك رأيك