من مفارقات المعاملة الجاحدة للدولة التونسية لأطبائها ومكافأتهم على نجاحهم أنها صارت ترفض عودتهم من تربصاتهم بالخارج وتساومهم إما العمل بدون مقابل مدة سنة أو البطالة الإجبارية.
بقلم أمين سقير *
ساعات محدودة و تبتدئ الموجة السنوية من المقالات حول نجاح أعداد كبيرة من الأطباء في مناظرة المماثلة الفرنسية وهجرتهم المنتظرة ليلتحقو بآلاف الكفاءات التونسية هناك.
مقالات كثيرا ما تنعت هؤلاء بالانانيين والجاحدين وتذكر فضل الدولة التونسية عليهم.
المفارقة هذه السنة أن الدولة نفسها صارت ترفض عودة كفاءاتها الطبية من تربصاتهم بالخارج وتساومهم إما العمل بدون مقابل مدة سنة أو البطالة الإجبارية. بل إن الدولة لا تخشى أن تورط نفسها في الزيغ والكذب و تتعلل بعدم قانونية التكوين في الخارج لهؤلاء الأطباء رغم أنهم يسافرون ويتكونون بفضل إتفاقيات وقعت عليها الدولة التونسية، ولا يتم قبولهم في أرقى المستشفيات الفرنسية إلى بموافقة الطرف الأكاديمي التونسي.
الذنب الوحيد لهؤلاء الأطباء أنهم لم ينتظروا موافقة الإدارة على تربصاتهم اللتي أتت شهرين بعد البداية الفعلية لهذه التربصات.
الحل الذي إقترحته الدولة مخالف للقانون فالعمل بدون مقابل و بدون تغطية اجتماعية هو العبودية بعينها ويدل على غياب الثقافة القانونية وعلى نيه في التشفى في كل شاب تونسي مثقف يعري تجاوزات الإدارة و تناقضها، إن لم نقل فشلها وانعدام كفاءتها.
أخيرا أهنئ زميلي ايمن بالطيب ومعه عدد من “الأطباء مع إيقاف التنفيذ” علي نجاحهم في مناظرة المعادلة الفرنسية و بالتالي عدم حاجتهم مستقبلا بأن تمن عليهم وزارة الصحة التونسية بحقهم في العمل والحياة.
* طبيب مختص.
شارك رأيك