لم يصمد بوجه الحراك بالجزائر إلا ما لا سبيل إلا لبقائه مصدراً للإلهام وللحراك، وهو ركن الجيش الركين. ليجسد روح التحرر والانعتاق من مؤامرات الخارج وتواطؤات الداخل معه، ويطّهر الأرض من أكبر الرؤوس المطلوبة من الشعب.
بقلم الدكتور المنجي الكعبي *
تسعة أشهر والجزائر حبلى بالحراك الشعبي العام في الشوارع والساحات، للمطالبة بإزاحة كل رموز الفساد التي خلفها الاستعمار الفرنسي للتناحر على السلطة بين أبناء الجزائر الشهيدة لبقاء نفوذه عليها.
فتساقطت رؤوسٌ، ما كان أعظمَها ارتهاناً لإراداتها اليه على حساب خبز شعبها وخيرات ترابها، كلٌّ بما قدّمت يداه طيلة حُكم بعدة عقود منذ الاستقلال.
فجاء الحراك، بمثابة الولادة الثانية لثورة التحرير الوطني لتخليص البلاد من مخلفات ما بعد الاستقلال لتنهض الدولة الجزائرية من جديد، وهي أقوى مما مضى في دحر مناورات الاستعمار ودسائسه الجديدة عليها كما تكشفت بعد رحيله بعقود.
فلم يصمد بوجه هذا الحراك إلا ما لا سبيل إلا لبقائه مصدراً للإلهام وللحراك، وهو ركن الجيش الركين. ليجسد روح التحرر والانعتاق من مؤامرات الخارج وتواطؤات الداخل معه، ويطّهر الأرض من أكبر الرؤوس المطلوبة من الحراك.
وكأن الرجل الذي اختارته الأقدار، ليكون الأقدر على مباركة الحراك والذهاب به الى أهدافه، بكل تعقل وحكمة وحذر من الانحراف والفوضى والدم والاندساس والوهن والخور، هو رئيس الأركان – الاسم على المسمى – الفريق أحمد قايد صالح. ثم تراه بعد أن أنهى المشوار يختار الترجل عن فرسه ليقبل الأرض شكراً لله وحمداً على تبليغه الأمانة، أن أوصلَ البلاد والحراك الى غايته، وهو اختيار الرجل الأمثل في انتخاب شعبي حر نزيه الى سدة الحكم للجزائر الحبيبة، ولكل ما ترمز اليه من قوة وعزة وأنفة في المنطقة وفي العالم، فكان موته المفاجئ بعد أداء الامانة معجزةُ جزائر الحراك.
ألهم الله العبرة به.
* باحث جامعي وكاتب ونائب سابق.
شارك رأيك