نشر صهر الغنوشي، والقيادي في حركة النهضة رفيق بوشلاكة في تدوينةٍ مطولة على صفحته على الفايسبوك نظريته في تحليل “أي جعله حلالاً” ما إعتبره تعايشا اضطراريا مع قلب تونس بقيادة نبيل القروي الذي تحوم حوله شبهات تبييض أموال.
وكتب في تدوينته :
” البلاد في حاجة فعلا الى حكومة كفاءات وطنية مدعومة ومسنودة من الأحزاب، وليس من قبيل الجريمة او التهمة ان يوجد بينها من ينتسب للأحزاب. بل ان الكفاءة مع الانتماء تعطي ميزة إضافية، لانها تعني الجمع بين الخبرتين السياسية والفنية.
الانتماء للأحزاب السياسية ليس مبعثًا للخجل او مبررا للتخفي، بل الوضع الطبيعي ان تتحمل الأحزاب السياسبة مسؤوليتها كاملة في ادارة شؤون الحكم والدولة، لان الأحزاب صنعت في اصلها من أجل تدبير الشان السياسي وإصلاح اوضاع الناس، ولذلك يجب ان يكف هذا الجدل العقيم بشان ثنائية الانتماء او الاستقلالية، ويجب ان تتوقف محاكم التفتيش حول من يحمل بطاقة الانخراط الحزبي من عدمها.
بيد انه على الأحزاب السياسية ان تكون في مستوى الأمانة وترتقي الى شروط المسؤولية، ومن ذلك الابتعاد عن الحسابات الصغيرة وبطولات البلاتوات، والتفكير في المصلحة العامة للبلد وأولويات الشعب.
وعلى هذا الأساس يجب ينتهي مسلسل المفاوضات الذي طال أكثر من اللزوم ونذهب لتشكيل الحكومة مهما كانت تسميتها او أوصافها، حتى تتفرغ لأداء مهامها على الوجه المطلوب .كما انه ليس هناك ما يدعو الى الخجل او التخفي من التعايش مع قلب تونس في الحكومة القادمة، لأننا لسنا بصدد ارتكاب جريمة، بل بصدد تحري مصلحة وطنية راجحة.
وعليه بجب اعلان هذا التوجه فوق الارض وتحت الشمس ومصارحة الشعب من دون لف او مواربة.
نعم ذكرنا خلال الحملة الانتخابية بأننا لن نتحالف مع قلب تونس، ولكن بما انه تعذر تكوين حكومة مع احزاب ” العائلة الثورية”، بحكم تمنعها عن تحمل المسؤولية وإصرارها على ربح الوقت وممارسة صراخ المعارضة ، فلا احد يلومنا على التعايش الاضطراري مع قلب تونس من اجل ضمان استقرار سياسي وحكومي..
المهم الا يكون من بين وزراء الحكومة القادمة من تحوم حوله شبهة فساد، وهذا يعني ان نضع المسطرة السليمة التي تقوم على علوية القانون وسلطان القانون، وان الجريمة اذا ثبتت فهي في نهاية المطاف من طبيعة فردية وليست جماعية.
والاهم من كل التفاصيل ان تكون حكومة عمل وانجاز ، اي ان تبدأ بالجهد المثابر والجاد لحل مشاكل التونسيات والتونسيين، وتهيئة الارضيّة للاقلاع الاقتصادي والاجتماعي في السنوات القادمة.الثوري الحقيقي اليوم هو الذي يحل مشاكل التونسيين، ويخفف عنهم أعباء الحياة، وليس من يزايد بوصفة ثورية او طهورية جاهزة. “
شارك رأيك