تحدث النائب السابق في البرلمان الصحبي بن فرج في تدوينة عبر صفحته الرسمية على الفايسبوك حول مدى خطورة “حرب أنابيب النفط والغاز الشريان الحيوي لاقتصاديات أوروبا، روسيا، إيران، آسيا الوسطى،والخليج العربي” التي انتقلت من شرق المتوسط نحو غربه.
وكتب في تدوينته :
” ونحن نتابع مسلسل الحكومة، وتبادل المراكز بين قيس سعيد وراشد الغنوشي ونضال “كفاءات” الاحزاب من إجل انتزاع مكان لهم في الحكومة، وتبادل الشتائم بين فيراج السراج وفيراج حفتر ، بين أنصار السيسي ومريدي إردوغان، بين أنصار الديموقراطية الرومانسية وعشاق الدكتاتورية الصارمة…….. وبينما نحن منشغلون بهذه المعارك الهامة، تدور على أبوابنا إحدى أكبر حروب القرن : حرب أنابيب النفط والغاز الشريان الحيوي لاقتصاديات أوروبا، روسيا، إيران، آسيا الوسطى،والخليج العربي.
لفهم ما يقع منذ عشر سنوات في عالمنا العربي ، ومنذ أشهر في محيطنا المباشر ، وما يحدث هذه الايام وما سيحدث في قادم الاشهر :
اولا، إقتصاد أوروبا عمليا يقع تحت رحمة الغاز الروسي، والاقتصاد الروسي يعيش عمليا على تصدير الغاز الى أوروباأوروبا تبحث عن تنويع مصادر التزود بالغاز وتتوجه نحو الطاقات المتجددة
وفي المقابل روسيا تريد المحافظة على السوق الاوروبية إقتصاديا، وتريد إستراتيجيا المحافظة على سيطرتها الطاقية على أوروباثانيا، أوروبا (وطبعا أمريكا) حاولت محاصرة الاحتكار الروسي عبر السيطرة على أوكرانيا أين يمر الانبوب الروسي نحو أوروبا وحاولت ايضا توفير بدائل للغاز الروسي بإطلاق مشروعين عملاقين:
*خط أنابيب “نابوكو” مبرمح لنقل الغاز من آسيا الوسطى عبر بحر قزوين ومنه الى أوروبا عبر تركيا خط الانابيب القطري المبرمج ليمر عبر السعودية ثم الاردن ، واخيرا سوريا نحو أوروبا ودائما عبر تركيامن جهتها روسيا أنشأت خطوط غاز بديلة عن الانبوب الذي يمر عبر أوكرانيا وقامت بإسقاط مشروع نابوكو على مراحلأما المشروع القطري التركي فقد أوقفه الشعب السوري بمعية الدب الروسي والثعلب الايراني ثالثا، بسقوط المشروعين(نابوكو وقطر) لم يبق لأوروبا للتخلص من الهيمنة الروسية ، سوى حل وحيد وهو التزود من جنوب البحر المتوسط ،
والخيارات هنا محدودة ومعروفة:
*خط الانابيب الاسرائيلي الذي سينقل غاز إسرائيل، وقبرص الى أوروبا عبر اليونان وإيطاليا (مكلٌف تقنيا واقتصاديا غير مجدي وتقريبا مستحيل عمليا)
*خط أنابيب ينطلق من نيجيريا عبر مالي ثم الجزائر ويقطع البحر المتوسط عبر……… تونس
*خط الانابيب الذي سينقل غاز شرق المتوسط حيث الاكتشافات الحديثة الضخمة ( قبرص، لبنان ، فلسطين المحتلة، مصر) عبر مصر ثم ليبيا () نحو أوروبا مباشرة عبر المتوسط أو عبر …….تونس والمتوسط الخلاصة،
*أن تركيا راهنت على أن تكون العقدة المفصلية في سوق الغاز العالمي والممر الرئيسي نحو أوروبا، وخسرت رهانها بخسارة معركة سوريا
*أن أوروبا وأمريكا راهنتا على كسر احتكار روسيا لسوق الغاز، و ستستدير أوروبا حُكمًا نحو مصر وليبيا وتونس بصفتها بلدان المصدر والمعبر االذي ستلجأ اليها لتنويع مصادر طاقتها (النفط والغاز والطاقات المتجددة) هذه البلدان مرشحة لأن تشكل الى جانب الجزائر la plaque tounrnante لانتاج ونقل الغاز(والطاقات المتجددة) نحو أوروبا
*أن روسيا لن تتردد في اقتحام الساحة الليبية (والجزائرية والتونسية ايضا) حتى تحتفظ بحق النظر (droit de regard) على خط الغاز المستقبلي نحو أوروبا
*أن تركيا لا يمكن لها أن تتخلى ببساطة عن نفوذها في تونس وخاصة عن مواقعها في ليبيا ، عقدة سوق الغاز المستقبلية والا فإنها ستنكفئ نهائيا داخل حدودها وستنتهي طموحاتها في أن تصبح دولة اقليمية عظمىلهذا، تتدخل في ليبيا كل من أمريكا ، الاتحاد الاوروبي، روسيا، إيران ، الجزائر، مصر، تركيا ، قطر، الامارات، السعودية وغيرها……. للدفاع عن مصالحهم ومصالح شعوبهم
ولهذا أيضا انتقل مركز ثقل الازمات الدولية، وتحركات اللاعبين من الشرق حيث حسم الامر تقريبا نحو الغرب : الجزائر وليبيا وتونس ، حيث سيُحسم الأمر قريبا “
شارك رأيك